الجمهورية
محمد نور الدين
من الآخر - .. وتبقي إرادة التنفيذ
طالما استيقظت مصر.. فلابد أن يستيقظ كل العرب.. ولأنها أدركت حجم التحديات والتهديدات التي تواجهها المنطقة.. وعزمت علي بذل الجهد والعمل الدءوب للتصدي لكل محاولات الفرقة والانقسام.. فكان لزاماً أن تجتمع الأمة العربية علي قلب رجل واحد... في محاولة لضخ الأمل.. وتجسيد التضامن في أجلي صوره.. وصيانة الأمن القومي العربي من مخاطر ومؤامرات المتربصين..!!
عقود طويلة.. بقيت الأمة العربية تواجه قضاياها ببيانات الشجب والادانة.. وتناقش تحدياتها بكلمات الدعم والمساندة.. وتتصدي لمخاطرها.. بأقوال براقة وشعارات رنانة.. ولم تسع يوماً لاتخاذ قرارات شجاعة. ومواقف حاسمة.. تؤكد صلابة ومكانة الأواصر.. وتعلي قيم الوحدة والتكاتف.. التي تجبر الطامعين علي التراجع والعودة إلي الجحور!!
النتيجة.. أن استفحل "الضعف العربي".. وانفتحت الأبواب علي مصاريعها أمام التدخلات الدولية والاقليمية.. وبدأت المؤامرات تنخر في أركان ودعائم "الأمة".. فتحولت السودان إلي دولتين.. وصارت العراق "دويلات".. وباتت سوريا علي حافة الانهيار.. وتمزقت أوصال الدولة في ليبيا.. وتسابق أهل اليمن علي تدمير بلدهم.. وعاني أبناء الصومال من التشرد والمجاعة.. ومازالت القضية الفلسطينية علي مدي 68 عاماً بلا حل عادل.. أو حتي "انفراجة" تبشر بالخير.!!
أخيراً.. جاءت الصحوة.. وأفاق "الجميع" من الغفوة.. واستشعر العرب بالمسئولية الجسيمة. والأمانة الثقيلة.. ولمسوا مدي المخاطر التي تهدد "الكيان" بأكمله.. وأنصتوا إلي نداءات القضية المصرية. وتحذيرات "الانتفاضة".. التي توضح كافة الوقائع. وجميع الملابسات. وشتي التهديدات التي تحيط بحاضر ومستقبل الوطن العربي.
فوق أرض الكنانة.. عاد كل من غرد خارج السرب.. والتقي العرب.. وتوحدت الكلمة.. والتم الشمل.. وتشابكت الأيادي. وتعانقت القلوب.. لينطلق اعلان "شرم الشيخ" معبراً لأول مرة منذ حرب 73 عن التضامن. ومجسداً للتفاهم والتلاقي. ومؤكداً لقدرة الأمة علي التحدي والمواجهة بالأفعال والأعمال.. ومبرهناً علي الرغبة في التفاعل والتلاحم.. وإلقاء كل مظاهر السلبية جانباً.
لقد آمن العرب علي أرض مصر.. بأن الوحدة هي السلاح الحاسم.. والتضامن هو الدرع الواقية.. ولعل قرار تشكيل القوة العربية المشتركة.. يجسد هذا المعني. ويثمن تلك القيمة.. ويصنع رؤي واضحة للمستقبل الواعد.. فضلاً عن بقية القرارات التي أضافت للموقف العربي.. الكثير من الردع والحسم.
لكن.. بين الرغبة. والقرار.. تظل ارادة التنفيذ ذات أهمية قصوي.. ولكي تؤتي المواقف ثمارها.. ويجني العرب حصاد القرارات المصيرية.. فلابد من العمل بجهد مخلص.. والسعي بخطي حثيثة لتحويل الأقوال الي أفعال.. والرغبة إلي واقع ملموس.. والاجماع والتوافق إلي قوة رادعة وحصن منيع يحمي الارادة.. ويصون الأمن والاستقرار.. وإلا فلا جدوي من الاجتماعات واللقاءات.. ولا فائدة من الخطب والكلمات.. مادامت النهاية واحدة غالبا.. "العودة إلي المربع صفر"..!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف