المساء
سامى عبد الفتاح
كلمة حرة .. "الشخصية العنترية" وراء خسارة الأهلي من المصري
لا عجب في فوز المصري علي الأهلي فهذه ليست المرة الأولي.. وبات من المؤكد أن لاعبي المصري بقيادة التوءم حسام وإبراهيم حسن. يلعبون بمزاجية عالية جداً عندما يواجهون الأهلي.. ومثل المصري أندية أخري. تجد في الفوز علي الأهلي بطولتها الوحيدة لأنها تدرك أنها غير قادرة علي تحقيق أي بطولة حقيقية. فالدوري مستحيل. ومفاده كأس مصر غير مضمونة.. لذلك فالشيء الممكن هو تقديم غاية الممكن من أجل الفوز علي الأهلي.. وسبق أن سقط الأهلي أمام سموحة ودجلة. وتعرض للجرح في مباريات أخري عديدة. خرج منها بسلام سواء بالثلاث نقاط. أو اكتفي بنقطة التعادل.. كما أن المصري بالأصل فريق كبير ومصنع للنجوم علي مدي عصوره. ومدرسة كروية مستقلة. مثله مثل الإسماعيلي ومدرسة الدراويش.. وما قدمه أمام الأهلي يستحق عليه الفوز. وأيضاً يستحق الاحترام والتقدير إذا لم يفز. لأنه قدم مباراة كبيرة علي مدار التسعين دقيقة. وكان الحظ إلي جانبه أيضاً في أكثر من 4 كرات بالعارضة والقائمين. فكان لابد أن يفوز رغم انتفاضة الأهلي في الشوط الثاني وتضيف الفارق إلي هدف واحد.
وواقع الأمر في هذه المباراة أن المصري لم يفز بكامل قدراته وحظه الحلو. ولكن برداءة أداء بعض لاعبي الأهلي في المباراة ومن الدقيقة الأولي وعلي رأسهم قائد الفريق حسام غالي الذي كان بعيداً كل البعد عن مستواه الفني والبدني. وتقمص من جديد شخصية الساحر الفز. فنسي أنه لاعب كرة قدم. وغرق في أخطائه الكثيرة. من أول دقيقة حتي تسبب في الهدف الأول الذي صدم زملاءه وكسر شوكتهم قبل مرور الدقائق الخمس الأولي.. ولا يعيب أن يخطئ لاعب مهما كان قدر مهاراته وقدراته. فالجميع يخطئ إلا أن المسألة عند حسام غالي أشبه بحالة نفسية معقدة. لأنها معه من زمن. فهو أحياناً ينسي كونه لاعب كرة في فريق يضم 11 لاعباً. وأمامه فريق آخر بنفس الحجم. له نفس طموحات الأهلي أو المنتخب.. ويتحول من لاعب إلي مدير فني. يتفرغ للتنظير وتوجيه اللاعبين في الملعب وكأنه محرك للعرائس علي المسرح. وينسي دوره الأساسي كلاعب محوري. لربط الدفاع بالهجوم وقيادة الفريق ككل.. وعندما تتمكن منه هذه الحالة يسرح ويفقد تركيزه ويتحول إلي صورة متحركة في الفيديو جيمز. ولا يستجيب لمتطلبات المباراة ولكن لخبالانه وتهوره أنه يأتي بالمستحيل في مواجهة الخصوم ويعطل انطلاقات فريقه وتحركات زملائه. وتصبح المباراة ملكية خاصة به.. وهذا ما حدث في مباراة الأهلي والمصري لقد كان قائداً بلا رأس. بدليل عدد المرات التي سقط فيها علي الأرض دون أن يلمسه أحد. ومنها جاء هدف المصري الأول.. وعندما استفاق من هذه الشخصية الخيالية. وبدأ يستعيد عافيته وارادته الحديدية كان الأهلي متأخراً أمام المصري بهدفين. واكتملت الصدمة علي كل لاعبي الأهلي فتحولوا جميعاً إلي شخصيات "عنترية" كل واحد منهم يتصور أن الانقاذ لابد أن يكون بقدمه. وليس بقوة الفريق فرأينا أغرب أداء من رمضان صبحي ومؤمن زكريا وربيعة وحتي أحمد الشيخ وصالح جمعة عندما نزلا كبديلين.. الكل التبست عليه الشخصية العنترية. ودفع الأهلي الثمن بهزيمة جديدة في غير وقتها.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف