الجمهورية
جلاء جاب اللة
فوازير رمضانية .. وتساؤلات مشروعة
.. اليوم هو أول أيام الثلث الثاني من شهر رمضان.. ثلث المغفرة.. اللهم اجعله موسما للمغفرة لنا جميعا واغفر لنا وارحمنا برحمتك الواسعة.. واخرجنا من رمضان: أوله وأوسطه وآخره.. فاترين.. مرحومين.. مغفورا لنا واعتق رقابنا من النار.. يارب العالمين..
ولأن رمضان كان موسما للفوازير قبل أن يتحول موسما للمسلسلات فقد أثيرت عدة فوازير وتساؤلات مشروعة خلال الثلث الأول من الشهر الكريم.
أول هذه التساؤلات هو: أين ذهبت دعاوي وخطط تجديد الخطاب الديني؟
هل كانت حالة يقظة قوية ثم نامت..؟
لماذا توقف التجديد حتي أننا عشنا أياما نتابع معركة فقهية غريبة وهي: هل إفطار أهل اكتوبر والشيخ زايد علي أذان المغرب في مدينة القاهرة صحيح أم لا؟
منذ صغرنا ونحن نفطر عندما نسمع الأذان - أقصد أذان المغرب - صحيح أن أهل الجنوب خاصة أسوان وقنا والأقصر.. وأهل الشمال في الاسكندرية والساحل وكذلك شمال سيناء يختلفون في موعد الأذان قبل وبعد القاهرة بدقائق.. لكن القاهرة الكبري كلها بأذان واحد ولم يقل أحد أن حلوان تفطر قبل أو بعد مدينة نصر..!
اليوم دخلنا في متاهة وفوازير رمضانية حول توقيت افطار أهل 6 أكتوبر والشيخ زايد وانهم يجب ان ينتظروا ثلاث دقائق بعد أذان القاهرة ليفطروا..!!!
ألا يستدعي هذا الحوار الغريب أن نسأل من جديد: أيها العلماء أين التجديد؟
تساؤل آخر مشروع عن أزمة مياه الشرب واذا كانت الحكومة والدولة قد نجحت بنسبة كبيرة وشكل مميز في القضاء علي مشكلة الكهرباء فلماذا فشلت في مواجهة أزمة مياه الشرب؟
لقد اصبح خبر خروج أهل قرية أو مدينة صغيرة للطريق السريع هنا وهناك لاعلان رفضهم لما وصل إليه حالهم مع المياه.. خبرا عاديا نقرأه كل يوم.. ولا يتحرك أحد.. مياه الشرب وأزمتها لا علاقة لها بسد النهضة ولا علاقة لها بمياه الري التي يعاني منها الفلاحون بسبب مشكلة زراعة الأرز بمساحات اكبر بكثير من الخطة.. ولكن مياه الشرب قضية أخري انها قضية الحياة ذاتها.. وانا هنا لا اتحدث عن المياه التي تصل البيوت في أوقات ويتم قطعها في أوقات الذروة.. علي الأقل فإنها تعود بعد الانقطاع الجزئي.. ولا أتحدث عن مياه ذات رائحة كريهة.. أو مخلوطة بأشياء أخري بل أتحدث عن مياه لا تصل مطلقا لقري ومدن لايام.. فماذا يفعل الناس أيها السادة؟ وهل من الطبيعي أن تحدث أزمة مثل تلك في شهر رمضان؟
تساؤل رمضاني آخر مشروع وهو يتعلق بقانون الاعلام والصحافة ثم ما أثير مؤخرا عن تعديل في قانون تنظيم الصحافة بهدف تشكيل مجلس أعلي جديد للصحافة يدير شئون الصحف القومية.. التساؤل الذي طرح نفسه بقوة وهو: لماذا العجلة الان بشأن الصحف القومية.. والتباطؤ بشأن الإعلام برغم ان الصحف القومية أكثر انضباطا وحيوية بينما الاعلام يعيش بلا رأس أو فكر وبلا سياسة.. وأزمات الاعلام وانفلاته أصبحت واقعا لا ينكره أحد.. وغرفة الاعلام تصدر أحيانا قرارات انضباطية لايلتزم بها أحد.. والفوضي الاعلامية غير مسبوقة.. ومع ذلك يتم تجاهل القانون منذ اغسطس الماضي.. ويتحدثون الان عن تغيير المجلس الاعلي للصحافة؟! لماذا إثارة البلبلة والأزمات بلا داع وكان بالامكان البدء فورا في مناقشة القانون الموجود لدي الحكومة منذ شهور عديدة واجراء التعديلات طبقا للقانون والدستور؟
لماذا البحث عن أزمات ومشاكل والإيحاء بأن الدولة ضد فصيل ما وهو ليس صحيحا؟
واذا كانت هناك اخطاء أو فساد في المجلس أو المؤسسات فلماذا لا تحيلها الهيئات الرقابية الي النيابة فورا.. ولماذا لايتم محاسبة المخطئ اذا كان هناك مخطئ.. ومعاقبة الفاسدين بدلا من الاشارات والتلميحات والغمز واللمز الذي لم يعد مقبولا في هذا العصر؟
كلمة حق لابد ان اقولها وأنا علي بعد أيام قليلة من الخروج لسن المعاش.. ولوجه الله فإن المجلس الأعلي للصحافة برئاسة الاستاذ الفاضل جلال عارف قد قام بدوره لحماية الصحف القومية ومساندة المؤسسات القومية بشكل مميز.. وان كان هناك أخطاء هنا أو هناك فهي مجرد أخطاء وليست خطايا وكل عمل له آثاره السلبية كما له اثاره الايجابية.. إلا أن التاريخ سيذكر لجلال عارف ومن معه انهم حافظوا علي هذه المؤسسات بأمانة وكفاءة.. أقولها وأنا أعرف ان مجلسا أعلي جديدا سيتولي المسئولية فلا أريد منهم شيئا سوي أن نشكرهم علي أدائهم وجهدهم وهم يسلمون الأمانة لمن يأتي بعدهم..!
ولعل تلك الملاحظة تقودنا الي تساؤل رمضان آخر مشروع وهو: متي نعود إلي الأصالة المصرية في أن تقول لمن انتهت مهمته: شكرا ونهنئه علي أدائه.. ونقول لمن يأتي بعدنا: وفقك الله ونسانده بخبراتنا وأفكارنا حتي لايبدأ من الصفر..؟
تساؤل رمضان آخر مشروع يتعلق بالضمير المصري الذي لا أقول إنه مات.. بل أقول انه تجمد أو غاب.. أو نائم يريد من يوقظه.. ألم يكن شهر رمضان مناسبة لاعادة هذا الضمير وايقاظه من نومه الطويل؟ ألم تكن مناسبة رمضان فرصة لكي نعيد الروح لمصر المصريين ونوقظ ضمائرنا وتكون كلمة "نحن".. بديلا حقيقيا لكلمة "أنا"..؟
أين ذلك كله في مسلسلات رمضان أو برامج الشهر الكريم أو حتي في تصرفات الحكومة؟
الضمير أيها السادة هو الاساس.. وعودة الروح والضمير للانسان المصري هو المشروع القومي الاول لانه لا يمكن لكل المشروعات والانجازات ان يكون لها مردود وتأثير علي الواقع الا بروح وضمير المصري الحقيقي..!!!
اتقوا الله.. واجعلوها فرصة لكي يعود الضمير.. وتعود الروح المصرية الاصيلة لسابق عهدها.. وكل عام وانتم بخير.
همس الروح
** قال رسول الله صلي عليه وسلم.. سينصب حول العرش منابر من نور عليها أناس وجوههم نور ولباسهم نور ليسوا بأنبياء ولاشهداء.. قيل: من هم يارسول الله؟.. قال: المتحابون في الله.
انها دعوة للحب.. فهل نجد صداها..؟
** ادع لاخيك بظهر الغيب.. تصلك رحمة الدعاء.
** في ليلة القدر - اللهم ارزقنا خيرها - لاتنسي ان تدعو دعاء النبي صلي الله عليه وسلم "اللهم إنا نسألك العفو والعافية في الدنيا والاخرة".
** اللهم لا تخرجنا من رمضان إلا وقد سخرت لنا من الاقدار أحسنها ومن السعادة أكملها ومن الأمور أجملها وأسهلها.. ومن حوائج الدنيا أيسرها وأحسنها.. يارب.
.. اللهم اسعد قلوبنا بذكرك حتي تروي.. واشبع أرواحنا بطاعتك حتي تقوي.. وكن بنا رءوفاً رحيما.
** اللهم لا ملجأ لنا وملاذ لنا سواك فلا تكلنا لأنفسنا طرفة عين.
** مازال هناك وقت : سارعوا الي مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أقولاها لنفسي من خلالكم.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف