الجمهورية
لويس جرجس
لجنة الكبار والأسعار والاستفزاز
منذ سنوات طويلة وعندما كنت محرراً بقسم التعليم في جريدة "الجمهورية" كانت تصلنا الأنباء عن "لجنة أبناء الكبار" وكان رئيس القسم زميلنا الصحفي "الشاطر" المرحوم محمد خليفة يعرف المعلومة من مصادره الخاصة في الوزارة التي كونها بمهاراته الصحفية المتميزة وكان رحمه الله يشرح لنا قائلاً انها لجنة يتم انتقاؤها في مكان بعيد عن الأعين ويتم تسجيل أبناء الكبار بها ليؤدوا امتحان الثانوية العامة أمامها حيث يتاح لهم الغش الجماعي كانت المعلومة تأتينا كل سنة مع بدء امتحانات الثانوية ولم يكن أحد يجرؤ علي الكتابة في الموضوع لعدم توافر الدليل المادي الذي يسمح بالكتابة دون مساءلة قانونية ولكن خليفة كان ينبه بأسلوبه إلي وجود هذا الخلل. تذكرت هذه الحكاية بمناسبة ما تم تداوله هذا العام حول الموضوع ذاته حيث "لجنة أبناء الكبار" في البداري بأسيوط بعد خبر استقالة رئيس اللجنة لعدم قدرته علي وقف الغش الجماعي مع نشر نفي من الوزارة.
تذكرت وتساءلت: هل مازالت لجنة الكبار تمارس عملها بنجاح منقطع النظير بعد كل هذه السنوات؟ رحمك الله صديقي الصحفي المتميز محمد خليفة فقد نبهت علي استحياء منذ سنوات إلي هذا الخلل الجسيم وها هي السنوات تمر والخلل الذي كانت تصلنا أخباره في تكتم أصبح متداولاً علنياً دون أو يوقفه نفي الوزارة.
ـ وافق مجلس النواب الأسبوع الماضي علي طلب الحكومة برفع أسعار رسوم خدمات الأحوال المدنية بنسب بين 50% و100% "أمثلة: 150 جنيها بدلاً من 100 للحصول علي الخدمات بصورة خاصة وعاجلة و20 جنيهاً بدلاً من 10 لإصدار قيود وثائق الزواج والطلاق وقيود الأسرة".
والسؤال هنا: هل نصدق الحكومة التي تؤكد ليل نهار انها تحارب الغلاء وتدعو التجار إلي عدم رفع الأسعار وتدعونا إلي مساعدتها في محاربة جشع التجار؟ أم الحكومة التي ترفع أسعار ما تقدمه هي نفسها من سلع للمواطن الغلبان الذي يضطر إلي دفع الزيادة لحاجته إلي هذه السلع لأنها ليست من الكماليات: "الغاز ـ الكهرباء ـ الماء ـ وأخيراً خدمات الأحوال المدنية"؟
ـ ومازالت الإعلانات المستفزة تستفز المواطن المصري البسيط الذي يكفي بصعوبة وبالتحايل القوات اليومي له ولأولاده. تخيلنا انه بعد ثورتين شعبيتين اندلعتا للبحث عن العدالة الاجتماعية ان الاستفزاز الاستهلاكي الذي أثار المواطن البسيط غير القادر سيتواري ليحل محله توفير حق هذا المواطن في السكن الذي هو من الاحتياجات الأساسية للإنسان خاصة الشباب المقبل علي الزواج ولكن الإعلانات تصر علي الاستفزاز حيث تدعو من يتأفف من الزحام ومشاركة الجيران له في كل تحركاته اليومية إلي "الحل البسيط"! وهو شراء شقة في واحد من المشروعات التي يصل سعر الوحدة بها إلي أرقام مليونية وما عليك أيها المواطن الغلبان إلا أن تتحسر وأنت تشاهد الخضرة والجمال والهدوء علي الشاشة وتقارن كل ذلك بجنيهاتك لا تكفي إلا لسد جوعك.
لقطة:
من يتابع مسلسلات التليفزيون من خارج مصر يتخيل ان كل مصري لديه مسدس يستخدمه في أقل خلاف بينه وبين جاره!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف