المساء
مختار عبد العال
السيرفوق الأشواك .. الشفافية .. والعدل
لفت نظري مقال رائع للكاتب السعودي د.عبدالله الدويس.. تداوله العديد من الأصدقاء علي الفيس بوك قال فيه: انه رغم ان في السعودية وعظا وارشادا وخطبا وقرآنا وتفسيرا وتوحيدا وفقها وسيرة ومئات الآلاف من المساجد وعشرات الآلاف من الوعاظ.. وكل هذا غير موجود في السويد.. ومع هذا تتصدر السويد قائمة دول العالم في الشفافية.. بينما تقبع الدول الإسلامية والعربية في ذيل القائمة.. واستشهد الكاتب برسول الرحمة الذي أوصي أصحابه بالهجرة إلي الحبشة عندما قال لهم: "ان فيها ملكا لا يظلم عنده أحد" ولم يكن في الحبشة قرآن يتلي ولا خطب تقرأ ومع هذا عم العدل والخير في أراضيهم واستنتج من ذلك ان الله يبقي دولة العدل وإن كانت كافرة وينهي الدولة الظالمة وان كانت مسلمة.
وتوقفت أمام ما ذكره الكاتب السعودي من أنه في السويد لا يعامل الانسان علي أساس جنسيته بل علي أساس آدميته وان في السويد يقرعون باب بيتك في الصباح لكي يقدموا زجاجة حليب طازج لطفلك الذي لا يحمل الجنسية السويدية بينما لا يدق باب المقيم في دول الخليج إلا الجوازات لترحيله أو تفتيشه.. وفي السويد يحصل المقيم علي الجنسية إذا حفظ تاريخ السويد وعاش فيها 6 سنوات متواصلة وفي بلادنا - والكلام مازال علي لسان الكاتب - لا يمنح الجنسية حتي وان حفظ القرآن والإنجيل والزبور وتاريخ الجزيرة العربية من هبوط آدم عليه السلام حتي يومنا الحالي واختتم حديثه بقوله: "في السويد يتعاملون بالإسلام رغم كفرهم وفي بلاد المسلمين نتعامل بمنهج الكفر رغم أننا مسلمون".
بكل أمانة توقفت كثيراً أمام هذا المقال الطويل الذي نقلت منه أجزاء بسيطة.. لكي أتوقف أمام ملاحظات أخري دونها وسجلها آخرون علي الفيس بوك ومواقع التواصل الاجتماعي وتوقفت أنا أيضا أمامها ومنها علي سبيل المثال لا الحصر.
* زيادة موازنة مجلس النواب عندنا لتصل إلي مليار جنيه تقريبا في العام أي خمسة مليارات جنيه في خمسة أعوام لكي يزيد دخل النواب وفي حين وافقت وزارة المالية سريعا علي الزيادة فإنها لم توافق حتي الآن ولن توافق علي مسئوليتي علي زيادة مخصصات الصحة والتعليم من أجل المواطن الغلبان.
* الإعلانات التي نشاهدها في الفضائيات عن الفيلات والقصور أصبحت مستفزة ولا أعلم لمن تتوجه إذا كانت الشقة بحوالي 400 ألف جنيه فقط فما بالك بالفيلا أو القصر.
* الحكومة تتصالح مع أناس بالمليارات ولا أحد يسألهم من أين هذه المليارات وكيف حصلوا عليها ولا تطبق قانون من أين لك هذا؟!
* قضايا الفساد تنشرها الصحف كل يوم.. وأصبحت مثل الأخبار العادية كأنك تنشر مثلا ان فريق النادي الأهلي هزم فريق كذا.. عادي.
* الكباري تتساقط وتظهر بها الشروخ في المحافظات ولا توجد مشكلة.
.. أخيراً وليس آخراً.. أعود إلي بيت القصيد وهو الشفافية والعدل.. وأقول ان الإسلام هو من أرسي هذه المبادئ العظيمة لذا ساد العالم واستشهد هنا فقط بموقفين الأول عندما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "أصابت امرأة واخطأ عمر".. ولم يغضب واستمع إلي رأيها واقتنع بمنتهي الشفافية وهو من هو.. والثاني عندما وقف علي بن أبي طالب أمير المؤمنين أمام القاضي الذي عينه لكي يحكم في نزاع بينه وبين يهودي علي درع سرقه منه اليهودي فغضب علي رضي الله عنه عندما ناداه القاضي بلقب أمير المؤمنين لأن فيه تمييزا ومحاباة علي خصمه.. ثم رفض القاضي الاستناد إلي ملكية علي للدرع بسبب انه لا يملك إلا شهادة ابنه وشهادة الابن لا تصب لصالح الأب.. فحكم القاضي لصالح اليهودي بدرع علي عندما لم يستطع علي اثبات ملكية الدرع.. وعندها أعلن اليهودي إسلامه.. هؤلاء كانوا يملكون شفافية وعدلا ويجعلان الكافر يسلم أما نحن في بعض الحالات نجعل المؤمن... اللهم اني صائم.
حمي الله مصر وحفظها من كل سوء.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف