الجمهورية
محمد المنايلى
المراد.. والأمراض
ترتبط فلاسفة الحياة بوجود الإنسان وتمتعه بكامل الصحة العامة وتعزيزها ورفع كفاءتها من خلال جهود ينظمها المجتمع لمكافحة الأمراض وإصلاح البيئة من هنا تأكد للعالم بأنه لا سبيل لقيام دولة إلا من خلال وضع نظام صحي يحفظ للفرد صحته ومهما تتعدد مسميات الدول بشأن ذلك فإن وزارة الصحة لدينا تعد المسئول عن حياة الإنسان بكاملها.
ولابد أن ندرك انه لدينا موروثات صحية وأدوات إدارية وتعليمية متردية وإهمال وقصور ساهمت مباشرة في تراجع منظومة الصحة فضلاً عن تدني الخدمات الطبية والتمريضية بسبب ان ماهية بعض العاملين بهذا الحقل اتجهت أكثر لجذب الأموال علي حساب "فرم" من لا يملك حق الكشف والدواء.
ان المنهج المراد لحفظ الصحة يبدأ من الإرادة بالعودة بصحة المصريين إلي الأفضل وقد وضعت القيادة السياسية اللبنة الأولي لذلك حيث تولت الإعلان والتخطيط لأن يكون الوطن خالياً في عام 2017 من مرضي فيروس "سي".
كما انه بات قريباً الإعلان عن صدور قانون التأمين الصحي الموحد بعد مناقشته بمجلس النواب تمهيداً لإقراره وللتذكرة فإنه يجب أن يشمل القانون كل المواطنين "أثرياء وفقراء" وأن تكون الرسوم عادلة وفقاً لدخول الأفراد كل حسب مصدر دخله الضريبي مع مراعاة احداث النسبة والتناسب بين الغني والفقير وتقديم خدمة مميزة لكل الأطراف سواء وأن يتم علاج المريض في أي مكان بالجمهورية دون النظر لمحل إقامته.
ولا ننسي دور الإعلام الكبير في نزع فتيل الأمراض من المجتمع بالتعاون مع مسئولي الصحة كما حدث في المشروع القومي لعلاج البلهارسيا من خلال الدور الذي قام به الفنان الراحل "عبدالسلام محمد" الذي كلما تذكرته أدرك تماماً معني ان الفن دوره يبني مجتمعاً لا يهدمه كما يحدث الآن.
ان مساهمات الدولة بدأت تتضح أيضاً في منح التراخيص والأراضي لبناء مستشفيات لعلاج الأورام بشتي أنواعها ويتبقي دور المجتمع المدني ومساهمته في توفير طبيب وممرض مدربين علي علاج هذه الأنواع من الأمراض وذلك بإيفادهم للبعثات الخارجية للصين وفرنسا وغيرها من الدول التي تخلصت تماماً من أمراض مؤرقة جعلت شعبها يعيش فترات تراجع إلا انها بفضل اتباعها لأسلوب إداري قويم دخلتا هاتين الدولتين اللتين ذكرتهما أسعد فترات التقدم.
فيا كل رجال المنظمات المدنية مدوا أيديكم مع الدولة لبناء مجتمع صحي. فعلي المنظمات النقابية العمالية أن تشيد المستشفيات أو علي الأقل تضع نظاماً تأمينياً طبياً شاملاً لكل العمال وهكذا الزراعيين والفلاحين وكل الفئات أيضاً.
فتذكروا يا أولوا الألباب من مسئولي المجتمعات المدنية ان حق الإنسان الأصلي يكمن في قول سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم "من أصبح معافي في جسده آمناً في سربه عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا".
وإلي حين علاج المنظومة الصحية المصابة بفيروس الإدارة فستظل الإدارة الطبية للقوات المسلحة ذات الجودة العالية ومعها نظيرتها التابعة لوزارة الداخلية الملاذ الآمن لأية حالة مرضية مستعصية يعجز الطب المدني عن علاجها.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف