الجمهورية
عبد الرحمن فهمى
العشرون الأواخر.. عام 1973
في شهر رمضان عام 1973 بعد اليوم العاشر بعد أن عبرنا القناة وتجاوزنا السد الترابي ورفعنا العلم.. كانت صلاة التهجد ثم صلاة الفجر في سيدنا الحسين متعة وأي متعة.. تشعر ان مصر كلها داخل المسجد.. بدأ البعض يحضر معه سجادا للفرد للفرش علي الرصيف ثم ما لبث أن أحضر بعضهم سجادا من بيوتهم يفرش جزءا كبيرا من الميدان بعد بضعة أيام كان ميدان سيدنا الحسين كله مفروشا بالسجاد من الحجم الكبير أتي به بعض المصلين.. وبعد الصلاة كان يتم لمها وتوضع كلها في حجرة المدير الرائع صديق الجميع الشيخ الجليل حلمي عرفة حتي نهاية الشهر الكريم..
وكان إمام المسجد الكبير يحضر بنفسه كل ليلة ليؤم هذا الحشد الكبير.. وفي الركعة الثانية من صلاة الفجر حيث الدعاء.. يظل الإمام يدعو ويدعو وينفعل ولا يتمالك نفسه فيبكي ونحيب النساء في آخر المسجد.. وما النصر إلا من عند الله. ألا إن نصر الله قريب.
***
وكان عدد من المصلين يحضر مبكراً ليتناول السحور في الميدان وطوال الطريق من موقف السيارات البعيد إلي الميدان أخبار المعركة وهذا الذي استمع لآخر نشرة من لندن.. وهذا.. وهذا.. المعركة جمعتنا دون معرفة سابقة.. الكل ليس من بلدة واحدة بل من أسرة واحدة.. ثم يدعو كل منا الآخر لتناول السحور معه.. نحن شعب متدين وطيب ومسالم لم نؤذ أحداً ولم نعتد علي أحد.. لذا ينصرنا الله دائماً عز وجل.. صنعنا معجزة بكل مقاييس الحروب.. وسنظل نصنع المعجزات بعد تخلف ستين عاما بإذن الله تعالي.. مادمنا يدا واحدة تحت قيادة واحدة تؤمن بالله ورسوله.
***
- هل تعلم من اخترع الكنافة؟!
- كان أحد الخلفاء الأمويين حريصا أشد الحرص علي أن يزور كل المدن والقري ويدخل البيوت ويتعرف علي الناس لذا عندما كان يعود إلي قصره يكون مرهقاً بل يكاد ألا يلتقط أنفاسه.. نصحه الطبيب بالغذاء الدسم اليومي.. أراد أحد الطباخين ارضاء الخليفة وإنقاذ حياته.. فعمل "خلط من الدقيق واللبن والسكر والسمن البلدي" أعجبت الخليفة كثيراً.. وتطورت الأمور مع مرور الأيام فأصبحت هي الكنافة وبجوارها كل هذه الحلويات المشتقة منها.. وأصبحت الآن ما نسميه "الحلويات الشامية"!!! لأنها بدأت في الشام ولا تزال بلاد الشام تصنع أحلي هذه الحلويات.
***
طلب أحد الفقراء المعدمين أن يقابل الخليفة الأموي.. فسأله الحارس:
- من أنت؟؟
- قال أنا أخوه!!!
- الخليفة ليس له أخوة قط..
- قال الرجل أنا أخوه من أمه.
تعجب الحارس وقال هذا للخليفة الذي ثار ثورة عامرة..
وقال للحارس دعه يدخل واستدعي الجلاد بسرعة لكي يطير رأسه.. أمي لم تلد سواي.. استدعوا الجلاد فوراً.. دخل الفقير المعدم بثيابه المهلهلة.. بعد أن سمع قول الخليفة من خلف الباب.. لذا قال له:
- مهلاً.. مهلاً مولانا الخليفة
ثار الخليفة أكثر وأكثر وسأله:
- انت أخي؟؟! هل هذا معقول؟
- قال الرجل: نعم.. أليست السيدة خديجة هي أم المؤمنين وأنا مؤمن وانت مؤمن إذن نحن اخوة.. ضحك الخليفة طويلاً.. وقال اعطوا هذا الرجل كل ما يريده.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف