الجمهورية
مصطفى هدهود
مصر وحرب الاستنزاف الثانية
واجهت مصر حرب استنزاف شرسة خلال الفترة ما بين 1967 وحتي ..1970 حيث بدأت مصر هذه الحرب ضد الجيش الإسرائيلي الذي احتل سيناء بعد نكسة 67 بغرض عدم تهيئة المناخ لإسرائيل لتأكيد استيطانها داخل سيناء عامة وعلي الحدود الشرقية لقناة السويس خاصة وبغرض آخر هو تدمير قوات العدود الإسرائيلي وتدرب القوات المصرية ورجالها علي عمليات العبور لقناة السويس وتنفيذ عمليات مواجهة مباشرة لقوات العدو وكذلك رفع الروح المعنوية لأفراد الجيش المصري وإلغاء مقولة تفوق الجندي الإسرائيلي علي العربي والمصري والعمل علي استمرار إحياء مشكلة قناة السويس وسيناء وتداولها إعلامياً علي المستوي الدولي.
ونجح الجيش المصري من خلال الالتفاف الشعبي حوله وحول زعيمهم جمال عبدالناصر في بناء حائط الصواريخ علي طول الضفة الغربية لقناة السويس.. وعلي الاتجاه المعاكس استغلت اسرائيل هذه الحرب لإنهاك مصر اقتصادياً وعسكرياً واستمرت في مهاجمة البنية الصناعية والاقتصادية والطرق والكباري والترع والجسور بمناطق قناة السويس عامة والسويس خاصة وكذلك ضرب الاقتصاد المصري بالعمق الاستراتيجي في أبوزعبل ونجع حمادي وحلوان والزعفرانة.. وواجه الشعب المصري هذه الهجمات بثبات وعزيمة ولم تتأثر الدولة بتلك المحاولات وتم تهجير الآلاف من أهالي مدن القناة وتفكيك مصانع البترول في السويس ونقلها بواسطة رجال البترول الشرفاء إلي عمق الدولة.
وانتهت تلك الحرب بتحقيق فوائد إيجابية متعددة للشعب المصري والقوات المسلحة من خلال التفاف الشعب المصري مع قائدهم الزعيم عبدالناصر وجنوده البواسل.. وانتهت كذلك بتفوق الجيش المصري في حرب ..1973 وأدت حرب الاستنزاف وقيام مصر ببناء قوات مسلحة جديدة من الصفر وزيادة الأعباء المالية إلي التأثير السلبي علي عمليات التنمية الداخلية وإلقاء خطط التنمية الحماسية اعتباراً من 1967 وحتي نهاية حرب .1973
وللأسف تواجه مصر حالياً حرب استنزاف ثانية تتبناها قوي الشر المتمثلة في الصهيونية العالمية وجماعات إرهابية دولية مثل داعش والقاعدة وتنظيم بيت المقدس والجهاد وبتعاون مجموعات إرهابية محلية مصرية للأسف وبعض المصريين المنتمين لجماعة الإخوان وأخري.
وتركز قوي الشر في حرب الاستنزاف الثانية علي محاولة إسقاط الدولة المصرية توطئة لتفتيتها وتقسيمها في مراحل تالية. خاصة بعد فشلهم في تحويل ثورة 25 يناير إلي ظاهرة تؤدي إلي حرب أهلية بين فئات وطبقات الشعب المصري مثلما حدث ونجحت فيها قوي الشر في سوريا وليبيا واليمن وقبلهم العراق والسودان والصومال. خاصة مع اتجاه القيادة السياسية والزعيم السيسي نحو التنمية الشاملة المستدامة علي التوازي مع مواجهة قوي الشر والضالة وعدم الرضوخ للإرهاب المحلي والدولي وعدم تأجيل مشروعات التنمية مثلما حدث خلال حرب الاستنزاف الأولي في عام 67 حتي 1970 ولقد تحقق الفشل لهم والنجاح للشعب المصري من خلال ثورة 30 يونيو ومساندة الجيش والشرطة لتلك الثورة المجيدة وظهور السيسي كزعيم مصري عربي وطني لا يوجد له مثيل في العصر الحديث.
ولذلك أناشد كل مصري شريف محب لوطنه ويبقي الصالح لأولاده وأحفاده والأجيال القادمة لتفهم الموقف المحلي والإقليمي والعالمي وعدم الانخراط ضمن القوي السائدة لقوي الشر.. وأناشد كل مواطن مصري يعمل مع الجماعات الإرهابية المحلية والدولية بإعادة التفكير والنظر لمصلحة الوطن العليا فوق كل شيء والبعد عن استمرار العداء لباقي الشعب المصري وعدم الاشتراك في عمليات هدم الاقتصاد المصري من خلال الحرائق للمناطق الصناعية والتجارية وتفجير أنابيب وخطوط الغاز وأبراج نقل الكهرباء وإسقاط الطائرات وضرب السياحة الأجنبية والاستثمار الأجنبي وإشاعة أن مصر منطقة خطرة.
أناشد كل مصري بالاتجاه نحو العمل والتنمية وتطوير الوطن والتزود بالدين والإيمان والعلم والمعرفة والتكنولوجيا.. ومرة أخري أناشد المصريين كلهم بعدم هدم الدولة والوقوف يداً واحدة خلف قواتهم المسلحة والشرطة.. ومع الزعيم السيسي الوطني المخلص.
ويارب احمي مصر من شر قوي الشر.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف