الأهلى
شوقى حامد
اجتماع مثالى
أشاد كل المتابعين والمراقبين باجتماع الجمعية العمومية للأهلى التى جرت فى الأسبوع الماضى واعتبروها من الجمعيات المثالية الرائعة التى يمكن أن يتخذها أعضاء الجمعيات الأخرى قدوة ومثلا يحتذى .. الاجتماع تم فى وقار واحترام والحوار جرى ديمقراطية وحرية كاملتين .. والميزانية عرضت بنزاهة وشفافية .. والأعضاء شعروا بالجهد الذى يبذله المجلس للاستفادة بكل قرش يصل للخزينة بأفضل أسلوب وأحسن طريقة .. لم يتطرق الجمع لأية تصفية حسابات .. ولم يشهد الاجتماع أى صراع أو صدام .. وخرج الجميع اخوة متحابين حتى وان كان البعض قد اختلفت رؤاه حول بعض الأمور التفصيلية .. لكن هذا الخلاف جاء ثريا وعكس وعى ورشاد الأعضاء ... ونقاء ونزاهة المجلس وكان من الطبيعى أن تنضم الجهة الادارية رغم الهوية البيضاء لكبيرها الى قوائم المشيدين بالأهلى وحضارته وعراقته وريادته وتؤكد احترامها لكل ما جاء بمحضر الاجتماع وتقوم بالتصديق عليه دون مراجعة أو مناقضة .. وهكذا يكون الحال دائما بالأهلى .. الجميع يعلون المصلحة العليا على بقية الخصوصيات والأغراض ..لا شئ يأتى قبل الأهلى أما بعده فان المسافة التى تفصلهما فتأتى شاسعة وكبيرة ... وعندما أنظر حول الأهلى وأتابع الجمعيات القرينة والمشابهة فان الأمر مختلف بجلاء .. صدامات وصراعات وخناقات وحماقات .. عمليات غير رزينة ومواجهات غير نظيفة واجراءات غير عفيفة .. ومن ثم فان الجهة الادارية تضطر للتدخل وترفض التسليم والتصديق ..بل وتحول بعض القرارات الى الجهات السيادية العليا ويتم تعليق الأمور لحين الفصل القانونى بين الجات المختلفة مع تمسك كل طرف بوجهة منطقه ونزاهة مقصده .. والى أن تفصل الجهات القضائية والسيادية فى مواضع الخلاف تواجه الجمعيات العمومية حالة من الندم والألم وتتساءل : هل تسرعت فى الحكم على الأمور ؟! بل لعلها تتساءل : هل من المفروض مراجعة النفس والاحتكام للضمير والتحلى بالنزاهة المطلقة .. هكذا أراح الأهلى جموع أعضائه .. وهكذا تخلو اجتماعاته ومنتدياته من الغرض والمرض .. وتنوء بنفسها عن الهوى والعاطفة المريضة ..الحق يعلو والمصلحة العليا تتقدم .. وكم نذكر على مدار التاريخ رجالات الأهلى الأوائل ..رجالات الأهلى أصحاب القامات العالية والهامات السامية .. المنافسات الانتخابية والجمعيات العمومية لا تؤثر فيهم بالدرجة الماجنة التى تؤثر فى أقرانهم بالأندية الأخرى ..الحوار يدور بينهم فى ديمقراطية ..والأسلوب المتبع لابد أن يكون راقيا ومترفعا ..وحتى الخلاف يجب ألا أن يتعدى حدود اللياقة والكياسة .. وبعد انتهاء المنافسة يعود الجميع الى الصرح الكبير ..الى البيت العائلى الذى يضم الكل فى مودة ومحبة غير قابلة للانفصام وترفض الخصام وتحبذ العيش فى سلام وتحض على الوئام .. ومن ثم يتفرغ كل عضو للبناء كل فيما يخصه ، كل فرد فى هذه الأسرة الكبيرة يضع اللبنة التى فى يده ليرتفع البناء ويعلو الصرح وتظل الراية الحمراء ترفرف خفاقة متوهجة ..المبادئ هى التى تسود ..الأخلاقيات هى التى تبقى .. المقاعد زائلة .. والسيرة هى التى يتذكرها الناس وينقلونها من جيل الى جيل ..قد يكون هناك بعض الاختلافات فى المعالم والتقاطيع لكن فى نهاية الاجمالى العام .. الناتج من أجيال الأهلى المتعاقبة متقارب ومتوافق .. ولهذا فان الأهلى يحمل مشعل الهداية لكل أقرانه لينير لهم الطريق .. المهم أن الأنظار والأبصار تتابع هذا النهج وتمشى على هذا الصراط .
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف