الأهرام
د. مختار مرزوق عبد الرحيم
أهمية أداء الفرائض
يقع كثير من الناس في خطأ عظيم وهو التقصير في أداء ما فرضه الله تعالى عليه،
وهذا ناتج عن خطأ في المفاهيم نحو هذا الموضوع الذي يتعلق بمصير الإنسان. لذلك سنقف هذه المواقف الموجزةأوﻻ: تعريف الفرض هو ما طلب الشارع فعله طلبا جازما. ويثاب المرء على فعله ويعاقب على تركه. والفرق بينه وبين النفل أن النفل هو المندوب الذي طلب الشارع فعله طلبا غير جازم ويثاب على فعله ولا يعاقب على تركه.والفرائض هي الأساس والأهم في الدين لذلك كان ثوابها أفضل من النوافل لذلك قال أهل العلم صلاة الفرض أهم من صلاة النفل وصيام رمضان أهم من صيام النفل. وكذلك الزكاة .. وعلى ذلك فمن لم يؤد زكاة ماله لا يفيده أن يتصدق ببعض الصدقات. ومن مات مقصرا في فريضة وجبت عليه فهو على خطر عظيم.ثانيا: أقسام الفرائض، من الخطأ العظيم أن البعض يظن أن الفرائض هي أركان الإسلام الخمسة المعروفة في حديث الصحيحين ( بني الإسلام على خمس ) وهي الشهادتان والصلاة والصيام والزكاة والحج . وهذا مفهوم ضيق . والصواب أن الفرائض المفروضة على العباد أوسع من ذلك وهي تنقسم إلى قسمين: الظاهرة، والباطنة.


وكلامنا عن فرائض العين الظاهرة وهي كأركان الإسلام المعروفة. وهذا ما يرقى إلى الأذهان. لكن يدخل فيها كل ما طلب الشارع فعله من المكلف كبر الوالدين. والعدل بين الرعية وعدل الرجل بين أهله. ودفاعه عن أصحاب المصطفي صلى الله عليه وسلم الخ


ثالثا: أهمية أداء الفرائض: ورد في صحيح البخاري عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال إن الله تعالى يقول: (من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه وما يزال عبدي يتقرب إلي حتى أحبه) وفي الحديث فوائد منها أن الولي الحق هو الذي يقوم بأداء العبادات والطاعات على التوالي ويبتعد عن المعاصي . وأن الطريق إلى تحقيق الولاية هو الإيمان والعمل الصالح كما قال تعالى (أﻻ إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون) وأن أهم الأعمال الصالحة وأحبها إلى الله عز وجل هو القيام التام بالفرائض على معناها الواسع كما تقدم ذكره . وأن من عادى أولياء الله تعالى فإنه سيوقع نفسه في الهلاك لأن هذا العمل قد ورد فيه (من عادى لي وليا فقد أذنته بالحرب).


رابعا: أمثلة لبعض الفرائض التي يقصر فيها الناس، ومنها :


1- عدل الراعي بين رعيته: يظن بعض الناس خطأ أن الراعي هو الرئيس أو الملك أو السلطان فقط، وهذا وهم كبير يتمسك به البعض ليتهرب من المسئلية .وانظر إلى حديث البخاري وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم يقول ( كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته ) ثم يذكر النبي صلى الله عليه وسلم الإمام أي الحاكم ثم الرجل ثم المرأة الخ ثم يقول صلى الله عليه وسلم ( ألا كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته).


2- فريضة بر الوالدين: وهي فريضة قصر فيها كثير من الناس ولا سيما الشباب علما أن القرآن الكريم يقول ( وقضي ربك أﻻ تعبدوا إﻻ إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما). هذا وما ذكرناه هنا إنما هو على سبيل المثال حتى نبين للناس خطأ التقصير في أداء ما افترضه الله تعالى. وحتى نعالج النظرة الضيقة في معنى الفريضة .
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف