هل جربت أن تضحك وتبكي في نفس الوقت وانت لست مجنونا كأبطال مسلسلات رمضان وإنما تتمتع بكامل قواك العقلية.
فأنت في قمة فرحك وهو ما يعبر عنه الفم بابتسامة تنهمر عليها دموع. فلا تعرف الشفاه هل تكمل اتساعا بفرحة أو تمتثل لأمر دمع العين.. فترتعش شفتاك ترددا بين فرح اللحظة ومعاناة الذكريات.
فتحوا علي المسرح ستارة بلون الأحلام.. وحلمي لونه أزرق.. كمن يعيشون وعيونهم علي سماء ربنا.. ينتظرون رحمة.. هبة إلهية.. غارقون في العشم.. يتنسمون الأمل ولأن الله يضعنا علي الأرض في اختبارات صبر.. تنام الملائكة وتتركك علي صبرك لتظل مثلي هائما بين السحاب تنتظر.. الخلاص حولك زرقة سماء وقوتك يقين في الخالق.
ونعود للضحك مع البكاء وستارة تنفتح علي أحلي مشهد في الوجود. أطفال بأزهي الألوان.. علي مسرح المدرسة أعمارهم من أربع سنوات وأقصاها ثمانية.. عز صفاء البراءة ونقائها.
رقصة.. مشروعة
وسطهم أحفادي.. حفظوا أغاني وتم تدريبهم علي رقصات وتحركات في المنتصف تقف طفلة رائعة بذيل حصان ارتفع بأحكام فوق رأسها وانسدل باقتدار يؤكد عناية يد الأم ووسط المجموعة التي تغني بالفرنسية كلمات عن الحياة الحلوة.. قررت الصغيرة ألا تفتح فمها.. عبثا حاولت المشرفة الإشارة إليها.. لكنها مقررة ولن ترجع في كلامها. أخذت "موقف" عبرت عن شيء لا نعرفه بالصمت.. ربما لا تريد الغناء لحياة حلوة فهي من وجهة نظرها قد تكون حزينة.. لأسباب بعيدة بالتأكيد عن الأم.
وتلك التي بجانبها جذبت من النظر والانتباه.. انها تغني بشدة وصوت أعلي والصف كله يرفع اقدامه ويعيدها للأرض بهدوء وهي مصممة علي أن تدبدب بعنف.. تحاول ان تؤكد انها سعيدة.. وتجيد الأداء ويصدقها الكل ويصفقون وهي تكمل "وتنهج" ووحدي لا أصفق.. لأنها أنا.. ولا أتمني لها الاستمرار في الدور.
بأمر.. الجوب
سمراء خمرية.. لا تزيد علي أربع سنوات امسكت بذيل الجوب الأحمر الذي ترتديه.. ورقصت في ركن وحدها.. مما دفع مدربة الرقصات للصعود للمسرح وأخذها من يدها واعادتها لمكانها وسط الأولاد والبنات والسمراء تعود لركنها الخاص وترقص وحدها.. المدربة تصرخ والبراءة تأمر.
جلسنا جميعا أمهات وجدات مع قليل من آباء نشجع صغارنا ونستمتع بحفل نهاية عام دراسي.. لم يعترض أحدنا علي خروج طفلة من الصف.. أو عدم غناء أخري.. ولا وجهنا اللوم لصغير ضحك وقت الغناء أو رفض الأداء.. أجمل ما في الطفولة ان ذنبها مغفور وجنوحها مقبول.
أمهات عيونها مليئة بالسعادة وآخريات بالدموع ولست وحدي من ضحكت وبكيت.. فالحفيد فرحة قلب في مشوار صعب.
وألف خسارة
اختتم الصغار حفلهم برائعة حليم
أحلف بسماها وبترابها.. أحلف بدروبها وأبوابها
بأولادي بأيامي الجاية.. ما تغيب الشمس العربية
طول ما أنا عايش فوق الدنيا
غنوها بحماس يقطع قلوبنا.. وهم لا يعرفون انه.. مات.