الجمهورية
طارق الأدور
الزمالك سقط بفعل فاعل
عندما فاز الزمالك بالدوري والكأس في الموسم الماضي وجمع بين اللقبين المحليين لأول مرة منذ 28 عاماً توقع كل من شاهد أداء الزمالك الرصين وكفاح نجومه وتألقهم علي البساط الأخصر أن يبسط الأبيض سيطرته علي الكرة المصرية لمدة 5 سنوات علي الأقل كما فعل في مطلع القرن الحالي خلال الفترة من 2001 إلي 2004 والتي حقق خلالها الفريق 3 ألقاب من 4 في الدوري وبطولة للكأس وبطولتين للسوبر المصري وبطولة لدوري أبطال إفريقيا وبطولة للسوبر الإفريقي بجانب بطولة عربية وأخري للسوبر المصري والسعودي.
كانت الطموحات أكبر من مطلع القرن الحالي لأن الزمالك امتلك لأول مرة فريقين أحدهما في الملعب والآخر احتياطي ولو لعب الاحتياطي بالكامل.. لن يشعر أحد بأي غيابات.
هذا البناء تكلف الملايين من خلال 17 ضفقة أبرمها الزمالك في موسم واحد محققاً طفرة لم تكن في الحسبان ولكنه للأسف انهار سريعاً وبفعل فاعل وبأيدي أولي أمر النادي أنفسهم أو بالأخري الرئيس الذي وضع نفسه في منصب كل المناصب وهو الآمر الناهي في كل شيء حتي تعيين المدربين وتغييرهم ومشاركات اللاعبين وحتي التغييرات خلال المباراة.
بداية الانهيار من وجهة نظري والتي عرضتها تباعاً كان رحيل المدير الفني البرتغالي فيريرا الذي كان رجل هذه المرحلة وصاحب الفضل الأول في الاستقرار لأنه أولاً لم يكن يقبل بأي تدخل في عمله وثانياً لأنه كان عادلاً تماماً في التعامل مع اللاعبين مما جعل شعور جميع النجوم بأن بذل الجهد والعرق هو السبيل الوحيد لضمان مكان في التشكيل وثالثاً لأنه كان محبوباً من الجميع حتي من يجلسون علي الدكة ورابعاً لأنه اختار الأسلوب الأمثل ليكون الزمالك بطلاً وهو الاهتمام بالدفاع حتي لو كان ذلك علي حساب الطابع الهجومي الذي تميز به الزمالك تاريخياً.
رحل فيريرا فتوالت 7 أجهزة في موسم واحد علي تدريب الزمالك وهم علي الترتيب فيريرا ــ محمد صلاح ــ اليكس ماكليش الاسكتلندي ــ محمد حلمي ثم الثامن في الطريق الآن بعد سياسة تطفيش الجهاز الذي حقق أفضل نتيجة في الدوري حتي الآن.
جهاز حلمي قاد الزمالك في 9 مباريات فحقق خلالها 8 انتصارات وتعادل وحيد كان أمام المصري أي أنه حقق 25 نقطة من 27 خلال فترة قيادته هبط بها بفارق النقاط من 11 نفذ إلي 5 فقط ق المباراة الأخيرة.
إدارة الزمالك أيضاً هي من تركت نجوماً اشتراهم النادي بملايين وكان سبباً في انتصارات الأندية التي انتقلوا إليها علي الزمالك وفيهم إسلام جمال ومحمد سمير المنتقلين للإسماعيلي وإبراهيم صلاح الذي اتجه إلي سموحة ليهرب من جحيم المعاملة داخل النادي.
الزمالك تحول من فريق يملك دفاعاً حديدياً إلي فريق يسهل اختراقه وكانت تلك نقطة معضلة في تراجع الزمالك.
الأبيض أيضاً فقد الاستقرار بسبب التدخل السافر من الإدارة في كل كبيرة وصغيرة حتي لو كان الأمر يتعلق بعقوبة من الجهاز الفني للاعب بسبب سلوكياته فانفرط العقد وضاعت "لحمة" الفريق.
كل هذا وذاك بفعل فاعل من داخل النادي والكل يعلم ذلك ويدرك الأسباب ولكن الجميع يدفن رأسه في الرمال حتي ضاع فريقاً عملاقاً أتمني أن يقوم مرة أخري.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف