عبد الرحمن فهمى
فرصة رائعة.. لا تتكرر كثيراً.. ولا قليلاً!!
خبر صغير عابر في ذيل صفحة داخلية يحمل نبأ هاما يحل مشكلة قديمة لمصر.
الخبر يقول إنه في ظل الأزمة الاقتصادية التي تمر بها اليونان تحتاج إلي 250 ألف عامل زراعة لسد العجز في العمالة الزراعية من المصريين والأجانب.. بدرجة أن الحكومة اليونانية قررت تعديلا في قانون الإقامة لقبول الإقامة غير الشرعية التي اتضح رخص تكلفتها!!!
الخبر يقول إن السيدة آمال عبدالموجود مستشارة العمال في أثينا اتصلت بوزارة القوي العاملة وأبلغت الوزير محمد سعفان بأن حاجة البلد "اليونان" للعمالة الزراعية دفعتها للموافقة علي توفير المكان اللازم للإيواء وتقديم عقد عمل لكل عامل علي حدة محدد به عدد ساعات العمل وأيام العمل ولن يقل المرتب عن الحد الأدني في الدولة "اليونان".. وفضلا عن هذا كله تغاضت عن الإقامة غير الشرعية الموجودة حاليا.
***
بقي السؤال:
- هل تحركت وزارة القوي العاملة؟؟
- لا أعتقد أن اليونان في حاجة إلي فلاحين لا يجيدون وربما لا يعرفون القراءة والكتابة.. المطلوب خريجو كليات الزراعة في كل الجامعات الذين لم يلتحقوا بعمل بعد.. وأيضا مطلوب خريجو كليات الطب البيطري.
ولو كنت مكان وزير القوي العاملة لفتحت خط تليفوني دائم مع المستشارة العمالية بأثينا.. للاستفسار علي نقاط كثيرة.. منها مدة التعاقد كم عام وما هو الحد الأدني للأجور في اليونان.. وتكاليف السفر مادامت اليونان في أشد الحاجة لهؤلاء.. مثلا.. مثلا.. هل ممكن أن تتحملها اليونان في نفس الوقت يقرر الوزير تخصيص لجنة من موظفي الوزارة لهذا الموضوع للإسراع في تلبية هذه "الطلبية".. مثلا مطلوب إحصاء لكل الخريجين الذين لا يعملون بعناوينهم وتليفوناتهم لعرض الأمر علي مجموعات منهم يحضرون إلي الوزارة التي ستحدد لهم مواعيد بالنسبة لكل كلية.. وسبق أن كتبت هذا حينما تم الإعلان عن مشروع المليون ونصف المليون فدان جديد.. وأعدت الكتابة وقت حصاد الفرافرة!!! ولم تستجب الوزارة!!!
ولكن فرصة اليونان لا تعوض.. فاليونان قريبة جدا منا.. قريبة في المسافة.. قريبة في العادات والتقاليد.. بل عدد كبير من اليونانيين يتكلم عربي!!! وهناك أيضا علاقة حب وود واحترام لمصر والمصريين.. فقد كانت الجالية اليونانية في مصر وخصوصا الإسكندرية من أكبر الجاليات الأجنبية.. بل لهم أندية رياضية واجتماعية في مصر حتي اليوم.
وإذا تبجح أحد الخريجين وقال: المطلوب فلاحون ونحن مهندسون!!!.. سنقول له العفو ثم العفو!!! أولا لا يوجد الآن فأس ولا جدوف هناك آلات وماكينات!!! لم يعد هناك سروال ولا صديري!!! هناك بدلة زرقاء بلون السماء يلبسها الجميع.. ثم أليس هذا العمل في النور وبصراحة وبعقود وتحت إشراف الدولتين أليس هذا خير من الهجرة إلي قاع البحر!!! لتغسل الصحون في فرنسا وإيطاليا!!! وتتلفت حولك كل دقيقة خوفا من الشرطة!!!
هذه هي مهمة الوزير مع أبنائه لإقناعهم بالطريق السليم.. وعلي الوزير أن يتصل بالصحف ليوضح خطوات الوزارة في هذا المشروع.. دولة كبيرة قريبة منا في كل شيء لها مشكلة.. دخل هذه المشكلة يحل لنا مشكلة ضخمة مضي عليها زمن طويل.. يجب أن تكون موضوعا إعلاميا يوميا في كل وسائل الإعلام فهل هذا يمكن يا معالي الوزير؟؟.. سنري.