الجمهورية
محمد فتح الله
"شريف إسماعيل"
لم اتعود علي مدح رئيس وزراء.. فعلي مدي 27 عاماً قضيتها داخل جدران بيت الحكومة محرراً صحفياً لشئون مجلس الوزراء أصدرت خلالها ثلاثة كتب ساخرة ضد الحكومة "كحيان في بيت الحكومة" و"امسك حكومة" و"شرف ونظيف مش ايد واحدة" لكن في نفس الوقت كنت اقف أمام أي موقف ايجابي لأي رئيس وزراء ليأخذ حقه من المدح والثناء.. مدحت الدكتور عاطف صدقي عندما انحاز لمحدودي الدخل وتخلص من د. محمد الرزاز وزير المالية لهوايته في فرض الضرائب علي الغلابة.. مدحت الدكتور عاطف عبيد عندما تنازل عن مرتبه الشهري للسعاة في المجلس.. ومدحت الدكتور كمال الجنزوري لتخفيض مكافأة الوزراء الشهرية إلي النصف وكان أولهم وذلك ضمن سياسة الترشيد الحكومي.. مدحت الدكتور أحمد نظيف لمنع العالم أحمد زويل من الاستيلاء علي جامعة النيل بعد كشف نواياه.. مدحت الفريق أحمد شفيق لاجتماعه مع الوزراء بمقر وزارتهم حتي لا يتعطل الوزير عن أداء عمله.. مدحت المهندس إبراهيم محلب لعمله الميداني وتغييره لمفهوم أداء رئيس الحكومة بنقل مكتبه إلي الشارع للتعرف عن قرب علي المشاكل الجماهيرية.. وتغييره لمفهوم الإعلام الحكومي الشخصي إلي مفهوم الإعلام التنموي الهادف بمعاونة الصديق "هاني يونس" مستشاره الإعلامي.
واليوم أمدح المهندس شريف إسماعيل رئيس الوزراء لعمله في صمت دون دعاية ولا توك شو.. يتفاني في عمله بإخلاص ونزاهة في الأداء.. لا يهتم بالإعلام بقدر اهتمامه بتنفيذ ما يكلف به من الرئيس عبدالفتاح السيسي فهو لم يدل إلا بحديث تليفزيوني واحد وبعض التصريحات الخاصة لـ "الجمهورية الأسبوعي" وحصلت عليها بصعوبة بالغة وبمعاونة الصديق "أسامة عبدالعزيز" مستشاره الإعلامي لم يأخذ معه مصوره الخاص الصديق "سليمان العطيفي" خلال جولاته ليصوره وهو يسعف مصابا علي الطريق أو وهو يتناول وجبة فول وفلافل مع أسرته بأحد مطاعم المهندسين ويوزعها علي الصحف والفضائيات كما كان يفعل أحد رؤساء الوزراء.
المهندس شريف إسماعيل حافظ علي تواضعه بعد توليه منصب رئاسة الحكومة واستمر يرد علي تهاني الصحفيين في المناسبات الدينية ولا تفارق الابتسامة وجهه حتي مع من ينتقده.. لذا أصابتني دهشة ممزوجة بالحيرة للنقد الذي يتعرض له المهندس شريف إسماعيل ويصل إلي حد الهجوم من قبل بعض أعضاء مجلس النواب والتهديد بسحب الثقة من الحكومة لعدم رده علي الأسئلة والاستجوابات وطلبات الاحاطة.. والسؤال الذي يطل برأسه من ثنايا هجوم النواب.. ايهما أفيد للمواطن العمل المتواصل من رئيس الوزراء لحل مشاكله الحياتية والجماهيرية؟ أم الحضور لمجلس النواب والرد علي النواب خاصة ان معظمها طلبات متعلقة بدائرة النائب.
صحيح الرد علي أسئلة النواب وطلبات الاحاطة والاستجوابات حق دستوري لهم لكن ايهما افضل للمواطن ولمجلس النواب؟ حل مشكلة العشوائيات والسيطرة علي غول الأسعار ووقف ارتفاع أسعار الدولار أم الحضور إلي مجلس النواب؟
"شريف إسماعيل" يعمل أكثر من 14 ساعة يومياً من اجتماعات مع رئيس الجمهورية لمتابعة أداء الوزراء أو متابعة مراحل تنفيذ المشروعات القومية الكبري ثم اجتماعات وزارية يومية بالمجلس إلي جانب الجولات الميدانية بالمحافظات أو داخل العاصمة.
باختصار.. المتابع لأداء المهندس شريف إسماعيل يتأكد من بعد نظر "السيسي" في اختيار قيادات حكومنه.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف