زادت عدد الصحف الصباحية اليومية.. فلم يعد من الممكن قراءتها كلها.. ولكن هناك أربع صحف لابد من قراءتها بالتفصيل.. خاصة أمثالنا العاملين بالمهنة.
لذا تعجبت كثيراً حينما لم أقرأ أهم خبر حدث يوم الثلاثاء الماضي لم أقرأه في صحف الأربعاء وهو خبر الانفجارات.. التي هزت تركيا هزاً عنيفاً للغاية.. شابان انتحاريان فجرا انفسهما وسط أكبر مطار تركي فمات العشرات وأصيب 60 بعضهم في حالة خطيرة للغاية.. ثم اتضح أن كان هناك شاباً انتحارياً ثالثاً انفجر قبل دخوله المطار.
كل تليفزيونات العالم.. وأيضا كل القنوات الإخبارية عندنا.. لا حديث ولا صور إلا عن هذا الحادث.. وبعض القنوات استضافت عدداً كبيراً من الخبراء في حوارات طويلة.. والغريب أن "داعش" هي التي وراء الحادث!!!!
التفجيرات في كل مكان.. ولا تنقطع.. ولكن هذه الانفجارات التركية بالذات بيد داعش بالذات موضوع صحفي هام له دلالته وله عواقب.. أحد أطراف "مثلث الشر" المحرك لكل ما يحدث في الشرق الأوسط الآن نال من الشر جانبا!!!!
أي جانب.. أكبر مطار تم تدمير جزء هام منه مع عدد من الضحايا غير قليل.. فهل خرجت تركيا من المثلث كما فعلت بريطانيا حينما خرجت من الاتحاد الأوروبي.
العالم يعيش وسط سلسلة من المفاجآت الخطيرة.. فبعد أشهر قليلة سيخرج أيضا أوباما من البيت الأبيض دون أن يستطع تغيير سياسة أمريكا الخارجية رغم كل وعوده في بداية حكمه.. لا أنسي في حياتي خطابه في قاعة الجامعة الكبري الذي تخلله بعض آيات الذكر الحكيم.. لقد وقفت بعد الخطاب كالمجنون أصفق له أمام شاشة التليفزيون.. مع اللمسة الإنسانية عقب الخطاب مباشرة.. حينما أصر رغم أنه كان مرهقاً أصر علي أن يزور مبارك ليقدم له العزاء في حفيده.. وعندما هرول مبارك نحو سلم قصر القبة الطويل ليقوم باستقباله عندما علم بحضوره المفاجئ وحاول مبارك أن ينزل السلم فأشار إليه أوباما وصعد السلم قفزاً لكي لا يرهق مبارك.
استبشر العالم العربي كله خيراً بعد هذا الخطاب الجريء الذي كان حلماً بعيداً.. لابد من دولة فلسطين.. فليعيش الجميع بجوار بعض في سلام وأمان تحت مظلة هيئة الأمم المتحدة.. كلام من رئيس أكبر دولة في العالم التي كان لها الدور الأكبر في خلق دولة اسمها إسرائيل ومتكفلة بحمايتها!!! كلام في منتهي الخطورة والأهمية قال أوباما في بداية عهده.
وتمر الأيام والأشهر والأعوام.. ويتضح ما قاله الخبراء في ذلك الوقت.. سياسة أمريكا لا يصنعها رئيس الدولة.. هناك هيئات دائمة لها استراتيجية تضعها لكي ينفذها الرئيس لا أكثر.. في أمريكا.. هناك من يرسم الطريق وعلي الرئيس أن يسير عليه.. لا أدل علي ذلك من مصرع كنيدي الذي أراد أن يخرج عن الخط.. فقتلوه.
***
وبعد عذراً فلم أعمل منذ بدايتي في الأقسام السياسية.. بل كنت بعيداً عنها تماماً لظروف عائلية دفعتني رغم انفي أن أعمل في الرياضة!!!! حتي وقت قريب.. ولما اختفت الرياضة وأم كلثوم عقب نكسة 1967 كتبت القصص وترجمة للرجال والنساء المشهورين.. لذا عذراً.. إذا كان دمي "تقيل" في الكتابة السياسية اليوم!!