المساء
السيد العزاوى
أهل الإيمان
في مقدمة أهل الطهر والتقي والإيمان هذه السيدة التي آمنت بالرسول سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم حين كفر الناس. وصدقته إذ كذبه الناس. وواسته بمالها إذ حرمه الناس. ورزقه الله منها أولاداً إذ حرمه أولاد نساء. ومن فضل الله عز وجل أن ذرية سيد الخلق صلي الله عليه وسلم من هذه السيدة هي الباقية تتناسل ذرياتها علي مدي الأيام وتوالي السنوات. إنها رمز وعلامة مضيئة في تاريخ الأمة الإسلامية لمواقفها وبطولاتها الرائعة في الطهر والعفاف ورجاحة العقل وصفاء النفس. هذه السيدة هي أم المؤمنين: خديجة بنت خويلد الزوجة الأولي لسيد الخلق محمد صلي الله عليه وسلم والتي وقفت بجوار رسول الله صلي الله عليه وسلم منذ فجر الدعوة المحمدية أنها من خير نساء العالمين مع كل من مريم بنت عمران. وآسيا بنت مزاحم امرأة فرعون. وفاطمة بنت محمد صلي الله عليه وسلم.
وهذه السيدة الطاهرة القرشية أول امرأة تزوجها رسول الله صلي الله عليه وسلم ـ فكانت نعم الزوجة. وأول خلق الله إسلاماً بإجماع المسلمين لم يتقدمها رجل أو امرأة. وترجع قصة زواج الرسول صلي الله عليه وسلم بهذه السيدة الطاهرة إلي الفترة التي خرج فيها رسول الله صلي الله عليه وسلم متاجراً بمالها في الشام. وذلك حين كان شاباً يتقن فنون التجارة التي تعلمها علي يد أعمامه وأهله. وقد حقق الرسول صلي الله عليه وسلم أرباحاً طائلة بأمانته وحسن إدارته وأخلاقه التي أضفت الكثير من المآثر علي هذه الرحلة التجارية. ليس هذا فحسب وإنما كانت هناك مؤشرات تؤكد أن هذا الفتي الهاشمي ابن عبدالمطلب كان نموذجاً للتاجر الأمين ورمزاً لهؤلاء الأمناء علي مدي التاريخ ولا غرو فهو الصادق الأمين رحمة الله للعالمين.
خلال رحلة الرسول للتجارة بأموال السيدة خديجة رضي الله عنها كان يرافقه غلام لها اسمه ميسرة وهناك في أرض الشام ظهر مدي كفاءة سيد الخلق صلي الله عليه وسلم في إدارة كافة الشئون التجارية وحقق مكاسب هائلة لكن كانت هناك مفاجأة أخري تتلخص في أن الرسول حين قدم الشام نزل تحت شجرة كانت قريبة من صومعة راهب. اطلع هذا الراهب إلي ميسرة وسأله: من هذا الرجل. فقال: هذا الرجل من أهل الحرم بمكة. فقال الراهب: ما نزل تحت هذه الشجرة قط إلا نبي. وأمام هذه الحقائق وتلك البشريات التي نالت اعجاب هذه السيدة ذات العقل الرشيد. وعلي الفور بعثت تطلبه للحضور. وفي هذا اللقاء قال له: إني قد رغبت فيك لقرابتك مني. وشرفك في قدمك وأمانتك عندهم. وحسن خلقك. وصدق حديثك. ثم عرضت عليه نفسها فقد كانت أوسط نساء قريش نسباً. وأعظمهم شرفاً. وأكثرهم مالاً. وأمام هذه المبادرة من السيدة خديجة عرض الرسول صلي الله عليه وسلم الأمر علي أعمامه لاستطلاع رأيهم وغداً نعيش مع السيدة خديجة وقصة الزواج من رسول الله صلي الله عليه وسلم.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف