أشعر بحزن شديد عندما التقي بوجه عابس في الصباح، ويؤثر علي أدائي طوال اليوم ولذلك أتجنب التعامل مع الإنسان «الكشر».
من هنا جاء اهتمامي بقصة صديقتي اليونانية التي كانت تشعر بتعاسة لا حد لها إذا رأت زوجها مقطب الوجه. حاولت معه كل الأساليب ليبتسم أو حتي ليوضح لها سبب ضيقه، ولكنه كان يصر علي عدم الكلام ويخرج إلي عمله ويتركها تضرب أخماساً في أسداس.!
كان وجهه المكفهر ينكد عليها الحياة، إذا بدأت يومها بتكشيرة شعرت بانقباض طوال اليوم، وعندما يعود مساء بنفس الوجه يصيبها الأرق ويجافيها النوم. لم تكن تحبه إلي درجة أنها لا تطيق أن تراه حزينا، وإنما كانت تتشاءم من الوجه العابس وتتفاءل من الوجه الباسم. كانت تعمل مديرة تنمية بشرية في إحدي الشركات، وتصر علي عدم تعيين موظفين إلا بالوجه الضاحك وتفضله علي أصحاب الخبرة الطويلة. وعندما تقدم بها العمر لم تعد تعمل وظلت ساعات طويلة مع زوجها في البيت. اتفقت مع أحد مدربي الكلاب علي أن يدرب لها كلباً، إذا رأي زوجها عابسا هجم عليه وأخذ ينبح في وجهه حتي يتخلي عن عبوسه. ورغم أن الزوج حاول أن يطرد الكلب من المنزل لأنه كلب حشري يتدخل فيما لا يعنيه، إلا أن الزوجة رفضت، ونجحت هذه الطريقة الغريبة أن تغير طباع الزوج الكشر. بدأ الزوج يشكو لأصحابه من أن حياته لا تطاق، وأنه لا يستطيع أن يأخذ راحته في بيته، ويضطر أن يبتسم باستمرار حتي إن فكه أصبح يؤلمه. قال الزوج إن العبوس طبيعة له، ولذلك فهو يتصنع الابتسامة ليرضي الكلب.!
وقالت لي الزوجة إن الكلب نجح فيما فشل فيه أكبر طبيب نفسي في إيطاليا.!