توقفت امام قضية تسريب امتحانات الثانوية العامة الاخيرة والتي اشعلت الغضب في نفوس الطلاب واولياء الامور والتي تكشف عن فساد اداري وخلل في منظومة الامتحانات والقبول بالجامعات لكن الامر اكثر من مجرد واقعة تسريب لامتحانات بعض المواد لكنه قضية فساد متكاملة الاركان فللفساد اشكال متعددة تبدأ من الحصول علي رشوة لتسهيل الاستيلاء علي المال الحرام وحتي التقاعس عن العمل والتكاسل هربا من اداء الواجب والفساد آفة هذا العصر وخسائره الاقتصادية ترهق ميزانيات دول والاخلاقية تفقد البسطاء الايمان والثقة في وجود اي عدالة منشودة .
مصر شأنها شأن دول كثيرة بدأت الحرب علي الفساد وهوواجب الدولة والمواطنين معا فنحن كأفراد علينا المساهمة في مواجهة الفساد بأن نجتهد في اعمالنا ونتوقف عن تلك الشعارات الرنانة المغلفة بفساد اخلاقي ونفاق واضح دون القيام بواجبات ومحددات وظائفنا .
للاسف في السنوات الخمس الاخيرة اصبحنا جميعا سياسيين وقضاة وخبراء في الاستراتيجية نتحدث ونتناقش في كل شيئ الا اداء اعمالنا وغاب الضمير الذي هوالوازع الخلقي نحوقيم حقيقية اخذها منا الغرب فتقدموا ورغم ذلك اتسعت وتنامت مطالبنا بحقوق لانستحقها من حوافز بل وارباح لانعمل في مقابلها بل ومن مؤسسات خاسرة .
والدولة عليها الدور الاكبر في مواجهة الفساد وارساء قيمة العمل لان ما لم يؤت بالحكمة يفرض بقوة القانون وبالقانون وحده تتحقق التنمية والدولة هي رمز القانون وتطبيقه يجب ان يكون بلا تميز اواستثناءات.. ففي كل شركة اوادارة تحكمها قواعد ولوائح تستند الي قوانين تكافئ المجتهد وتعاقب المتكاسل وتطبيقها بشكل حاسم هواولي واقوي سلاح لردع كل فاسد فقد ضميره ..ان تطبيق القانون هوالبداية الحقيقية وربما الحلقة الاهم في منظومة متكاملة ليست لمواجهة الفساد فحسب وانما لتحقيق رفاهية وتنمية منشودة لبلادنا.