مختار عبد العال
السير فوق الأشواك .. إن كنت تقياً
كل عام وأنتم بخير.. نعيش هذه الأيام في الساعات الأخيرة من الشهر الفضيل.. شهر الصوم والبركات.. ومن نفحات هذا الشهر الكريم انك تعيش مع القرآن الكريم وتتدبر معانيه وتفكر في آياته وتستخلص الدروس والعبر وتراجع نفسك.
وقد توقفت أمام آيات كثيرة في كتاب الله.. وتوقفت أكثر وأكثر أمام الآيتين 16 و17 من سورة مريم عندما قال تعالي: "فاتخذت من دونهم حجابا فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشراً سويا.. قالت إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقياً" وعادت بي الذاكرة إلي أيام كنت أجلس مستمعا إلي خواطر الشيخ محمد متولي الشعراوي عندما تناول بالشرح هاتين الآيتين وتوقف كثيرا أمام قول السيدة مريم "اني أعوذ بالرحمن منك ان كنت تقياً" وقال الشيخ الشعراوي ان مريم تصرفت بالفطرة والعقل فهذا المتمثل أمامها رجلاً إذا لم يكن تقيا فلن يعرف الرحمن ولن يضعه في حساباته ولن يتقي الله فيها.. واستخلصت من ذلك أن تقوي الله تجعلك تراعيه في نفسك وفي رعيتك وفي المعاملة مع الناس.. تقوي الله هي التي تجعلك تراجع نفسك ومواقفك لكي تعيد حساباتك وتتراجع عن التهور والأخطاء التي ارتكبتها أو تنوي ارتكابها.. تقوي الله هي التي تقف حائلا أمام المضي قدما في طريق الأخطاء والذنوب.
كم أتمني من كل واحد فينا مسئولا ومسئولين.. حاكما ومحكومين أن يكون قد استفاد من شهر رمضان.. صيامه وقيامه.. هذا الدرس تقوي الله.. وان يعمل علي أن تكون تلك التقوي هي سنده في الأيام المقبلة.
.. ما أحوجنا في هذه الأيام والأيام القادمة إلي تقوي الله فهي الوسيلة الوحيدة لانقاذنا وانقاذ المجتمع مما استشري فيه.. علي كل فرد ان يبدأ بنفسه وأنا لا أعفي نفسي من ذلك بالطبع.. علينا جميعا مراجعة أنفسنا حتي نكون قد خرجنا من الشهر الكريم بالكثير.. تقوي الله هي الوسيلة الوحيدة لعودة الأخلاق الحميدة.. تقوي الله هي من جعلت المسلمين الأوائل يتسيدون العالم.. تقوي الله هي من جعلتنا نطلق علي الخلفاء الأربعة الراشدين هذا اللقب.. وتقوي الله هي التي جعلت عمر بن عبدالعزيز يستحق لقب خامس الخلفاء الراشدين رغم طول المدة الزمنية التي سبقت خلافته عن مدة الأربعة الأوائل ورغم كل العدد من الذين تولوا قيادة الدولة الإسلامية قبله.. ولم يطلق هذا اللقب علي حاكم بعده حتي اليوم.
كل عام وأنتم بخير.. وعيد فطر سعيد ومبارك ان شاء الله عليكم جميعا..
حمي الله مصر وحفظها من كل سوء.