المساء
السيد العزاوى
أهل الإيمان
أهل الخير والصلاح حبب الله إليهم الإيمان وزينه في قلوبهم وكان العمل الصالح طريقهم ابتغاء مرضاة الله سبحانه مع الجد والاجتهاد دون تراخ أو انشغال بهموم الحياة ومشاغلها التي لا تنتهي وقد كانت أم المؤمنين حفصة من اللاتي استفر نور الإيمان في قلوبهم ولا غرو فهي بنت أمير المؤمنين أو خفض عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ وأمها هي وأخوها عبدالله زينب بنت مظعون أخت عثمان بن مظعون وقد كانت حفصة قريبة من قلب أبيها وتحظي باهتمامه تزوجت خميس بن حذافة السهمي ولكن القدر لم يمهله فتوخي بالمدينة وكان ممن شهد غزوة بدر الكبري وأمام هذه الظروف التي ألمت بمسيرة السيدة حفصة وبعد مضي فترة عدة المتوفي عنها زوجها أصبحت تشكل هماً لوالدها خاصة أنها القريبة إلي قلبه.ووسط هذه الهموم والانشغال بابنته حفصة هداه تفكر في أن يعرضها علي أبي بكر ـ رضي الله عنه ـ فلم يرد عليه فأسرها عمر ـ رضي الله عنه ـ في نفسه واعتراه الغضب من أبي بكر. ثم قام بعرضها علي عثمان بن عفان ـ رضي الله عنه ـ بعد وفاة رقية بنت رسول الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ فجاء رد عثمان ـ رضي الله عنه ـ مخيباً للآمال حيث قال: ما أريد أن أتزوج اليوم. فتركه عمر والغضب يملأ صدره واتجه إلي رسول الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ باعتباره الصدر الجحنون وصاحب الخلق العظيم ومحط الآمال لكل البشر خاصة أصحابه من السابقين في الإسلام. اتجه عمر إلي رسول الله ـ صلي الله عليه وسلام ـ ناقلاً إليه عمومه ومن غير سيد الخلق يتسع صدوه لرجل قبل عمر. وقد أنصت الرسول بكل اهتمام لعمر من شكا إليه عثمان الذي أبلغه بأنه لا يرغب في الزواج في هذه الفترة. وبكل المودة والنقد وقال سيد الخلق ـ صلي الله عليه وسلم ـ لعمر: يتزوج حفصة من هو خير من عثمان. ويتزوج عثمان من هي خير من حفصة. ثم خطبها رسول الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ لنفسه من عمر فتزوجها رسول الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ وبذلك انفرجت أسارير ابن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ وقد كان زواج الرسول بحفصة سنة ثلاث من الهجرة.
توالت الأيام والتقي الصحابيان أبو بكر وعمر رصي الله عنهما فبادر الصديق عمر قائلاً: لا تجد علي في نفسك ثم أفضي إليه بسر قال: إن رسول الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ ذكر حفصة. فلم لأفشي سر رسول الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ فلو تركها رسول الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ لتزوجتها وبذلك ذهبت سحابة الصيف بين هذين الصاحابيين ـ رضي الله عنهما ـ عاشت حفصة في بيت رسول الله راضية تؤدي صلواتها وكل واجباتها في بيت النبوة. بعد فترة من هذا الزواج حدث أمر أزعج أبو حفص عمر فقد طلق رسول الله حفصة ـ تملك الغصب عمر مرة أخري وسأل حفصة هل طلقك الرسول فأجابت نعم ثم قالت لكنه راجعن. فأصدر إليها عمر تحذيراً بأنه إذا طلقك رسول الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ فلن أكلمك أبداً. لكن وفاء حفصة وصلتها بربها بصدق وأمانة. كان التكليف من رب العالمين نقله أمين وحي السماء جبريل لرسول الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ فقد قال له جبريل: راجع حفصة فإنها صوامة قوامة وانها زوجتك في الجنة؟ تلك أنوار الإيمان التي غرسها رسول الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ في نفوس الصحابة من الرجال والنساء. وظلت في بيت النبوة سعيدة راضية. وقد روت الأحاديث عن رسول الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ ومن بينها: ان رسول الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ كان أذا سكت المؤذن من الأذان لصلاة الصبح صلي ركعتين حفيفتين قبل أن يقام للصلاة.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف