إن مشروع الثروة السمكية يعد بمثابة احد المشروعات القومية العملاقة والتي ستخلق سوقا تصديريا جديدا يدر عملة أجنبية وفيرة تجعلنا نعود لسابق الدول المنتجة بعد أن تحولنا إلي مستهلكين لسنوات طويلة.. ولا شك أن أحياء المشروع وتطويره بشكل واسع انما جاء نتيجة رؤية لقيادة واعية وإرادة رجال مخلصين لمستقبل أمة لا يمكن أن تنطفئ شموع لها ابدا بل ستظل مستنيرة لتغطية الزيادة السكانية.
وتتنوع مصادر انجاب السمك لدينا فالبحران المتوسط والأحمر وبحيرات ¢المنزلة وقارون والبردويل والبرلس ومريوط وادكو والمرة والصناعية منها ¢كناصر والريان¢ وايضا نهر النيل بفرعية والترع والمصارف كلها تعد أحد المنح الربانية التي سخرت لنا لتكون أحد أهم مصادر الدخل القومي إلي جانب أن السمك مصدر بروتيني آمن يوفر الاحتياجات الغذائية وينمي صناعات اخري تكاملية.
وقد تعرضت الثروة السمكية خلال السنوات الماضية لمجموعة من الاخطار منها استخدام بعض الصيادين لأدوات بدائية تعمل علي اغتيال الآلاف من أنواع الاسماك والاستغلال السيئ للاستثمارات السياحية التي احتلت الخلجان الشاطئية في إقامة قري سياحية يقوم روادها بعمليات الغوص والصيد بدلا من استخدامها كمرابي طبيعية لانتاج الأسماك بالإضافة إلي عوامل التلوث المائي وتجريف الزريعة فضلا عن البناء العشوائي علي البحيرات وتغطيتها.
لا شك أن تبني الدولة لحلم ¢الثروة السمكية¢ والذي سيؤدي إلي حدوث طفرة كبيرة في انتاجيات السمك ويوقف حرب استنزاف ¢مافيا¢ تجارة اللحوم والدواجن لجيوب المصريين فهو فكر خلاب لكونه يستفيد من كل ذرة أموال يتم صرفها ونجد ذلك في استخدام اللواء حمدي مدين مدير إدارة الشرطة العسكرية السابق والمسئول الرئيسي عن مشروع الثروة السمكية للكراكات والحفارات التي تم استخدامها بقناة السويس في تنظيف البحيرات وتعميقها وتوسيعها طولا وعرضا سواء كانت بالبردويل وقارون والبرلس وغيرهم.
ان افتتاح الرئيس عبد الفتاح السيسي لمزارع الثروة السمكية بكفر الشيخ ودسوق في أكتوبر القادم سيحدث نقلة كبيرة للمحافظة ومثيلاتها المجاورة مما يوجب تطوير مطار ¢الخطاطبة¢ الجوي الموجود بالمنطقة لاستخدامه في تصدير ونقل الثروة السمكية والحاصلات بالإضافة إلي تأسيس مصانع لتعبئة الاسماك والتي ستحتاج لايدي عاملة كل هذا في النهاية يؤدي لانشاء مجتمع سكني صناعي زراعي.
كما ان الاستغلال الأمثل للفراغات الموجودة بشواطئ ميناء قناة السويس والناتجة عن استخدام الحفارات استعد لها الفريق مهاب مميش حيث قام بعمل اقفاص سمكية لها واستخدمها كمزارع انتاجية للاسماك وهي من المشروعات التي سيتم افتتاحها في أكتوبر القادم ايضا ليثبت هؤلاء القادة العسكريون أنهم دائما لا يتركون مللي من الاستخدامات إلا وقد وجدوا لها سبيلا مفيدا.
وقريبا وبعد افتتاحات المزارع السمكية فإن ثروتها ستحدث ثورة في تراجع أسعار اللحوم والدجاج بعدما يتم زيادة المعروض منها من جميع أنواع الاسماك بما فيها افخرها واعلاها سعرا كالجمبري والذي تم التوسع في زراعته.