عبد الرحمن فهمى
الفرق بين استقالتين.. كبير جداً عبدالرحمن فهمي
استقال رئيس اتحاد كرة القدم الأرجنتيني بمجرد خروج فريقه من بطولة "كوبا أمريكا".
استقال أيضا رئيس كرة القدم المصري!!! بمجرد صدور حكم قضائي بأن الانتخابات كان يشوبها بعض الأخطاء.
ما الفرق بين الاستقالتين؟!!
الفرق كبير.. رئيس اتحاد رأي أنه فشل في الحصول علي كأس يري أنه يستحقها.. ففريقه يضم نجوما من خير نجوم العالم.. ومع ذلك لم يصل الفريق حتي إلي الأدوار النهائية.. حتي ضربات الجزاء الترجيحية فشل لاعبوه في تسديدها وهم ملوك التسديد علي المرمي.. بينهم هداف العالم لسنوات ماضية "ميسي".. رأي رئيس الاتحاد الأرجنتيني أن هناك خطأ ما.. سواء في خطة اللعب أو في التشكيل أو في تبديل اللاعبين أو في معسكر ما قبل المباراة.. أو أي سبب آخر.. أو هذه الأسباب مجتمعة.. والمفروض أن مجلس إدارة الاتحاد يضم خبراء اللعبة.. إذن فقد فشلوا في مهمتهم وعليهم أن يستقيلوا.. فبادر رئيس الاتحاد بصفته "المسئول الأول" بادر بالاستقالة.
أما رئيس اتحادنا فقد رأي أن الانتخابات التي أتت به إلي هذا الكرسي باطلة ولا جدوي من أي استئناف أو استشكال.. فآثر السلامة واستقال.. والاستقالة أيضا فيها فائدة شخصية.. فيها مجاملة للوزير وللدولة حتي لا نقع في حرج دولي بعد ما قامت بها "قوي الشر" خلال محاربة طاهر أبوزيد الذي كان يحارب الفساد!!!
ولكن السؤال هو:
- كم مرة فشل فريقنا القومي في مجرد الوصول إلي نهائيات مختلف البطولات.. منذ عام 1990 لم نصل إلي مونديال الكرة.. لم نصل إلي الأوليمبياد منذ بطولة برشلونة 1996. ولم نصل حتي لنهائيات أفريقيا ونحن أبطالها ومؤسسوها منذ 2010!!!
كم من استقال اتحاد أو رئيس اتحاد الكرة لا لعدم حصولنا علي البطولة بل لعدم حصولنا علي كارت الوصول.. حتي لو انهزمنا في البطولة!!! من كل الفرق!!! مجرد الوصول لا نستحقه.. سنوات طويلة في مختلف البطولات حتي القارية منها.. لم نتأهل لها مجرد التأهل والاتحاد "طناش"!!!
لذا كنا "ملوك حل" الاتحادات!!!.. حتي هذا أصبحنا محرومين منه بعد الفضائح التي فجرها محور الشر المصري في أرجاء اللجنة الأوليمبية الدولية في عهد طاهر أبوزيد لمجرد الإطاحة به.
هذا الاتحاد بالذات الذي استقال رئيسه ثم تبعه باقي الأعضاء خوفا من عقوبات اللجنة الأوليمبية الدولية.. فشلت في عهده كل الفرق في كل المستويات في مجرد الوصول إلي النهائيات العالمية والقارية.. الفرق في كل الأعمار لم تنجح في اجتياز التصفيات الأفريقية وطبعا حكاية الاستقالة لم تخطر علي بالهم!!!
***
- طيب قل لنا ما الحل؟؟!!
- الحل معروف من زمان ولكن "محترفي الإدارة" يرفضون الاحتراف الحقيقي للجميع.. احتراف اللاعبين الذي أدخله محمود الجوهري عام 1990 احتراف أعرج يجب أن يكون قبله أو علي الأقل معه احتراف الأندية ثم احتراف الحكام ثم احتراف الاتحاد نفسه.
والفيفا أرسل لاتحادات الكرة المتتابعة يطالبها بالاحتراف الحقيقي ولكن الكل "طناش".. من يترك "الفتة" والفساد الذي تعيش فيه مختلف الاتحادات؟؟
كان بلاتر رئيسا للاتحاد الدولي وكنا نصالحه بزيارة غير رسمية للقاهرة والعشاء علي ضفاف النيل!!! الآن الوضع مختلف تماما.. ووصلت خطابات تهديد جديدة.. ولا أدري ما موقف الوزارة.
ويقال إن هناك فكرة لتكوين "لجنة" الأندية المحترفة ولها إدارة خاصة مرشح لها هاني أبوريدة.. ويستمر اتحاد الكرة يدير باقي المسابقات لمختلف الأعمار.. يعني "محترفو الإدارة" يريدون تقسيم "الكعكة" علي الاثنين!!! والكعك مطلوب في عيد الفطر.
***
حكاية هامشية جانبية
هؤلاء الذين دأبوا يأكلون أموال الناس بالباطل.. ألم يعتبروا مما حدث لهم!! المال الحرام يأخذ المال الحلال في طريقه.. فهل من مدكر ونحن علي أبواب انتخابات جديدة.. نحن في أشد الحاجة للمستشار أحمد الزند من أجل اتحاد محترم!!
يستقيل عندما يفشل تاركا غيره ربما ينجح.. لأنه لا يستفيد ماديا من الاتحاد فعلي الأقل يحافظ علي كرامته.