وصلت منذ أيام حاملة الطائرات ميسترال "جمال عبدالناصر" والتي تعتبر الأحداث في العالم فهي الأولي من حاملتي طائرات اشترتهما مصر من فرنسا في فبراير الماضي.. تعتبر هذه الحاملة إضافة حقيقية للقوات البحرية خاصة في ظل اكتشافات الغاز والبترول علي سواحل البحر المتوسط لذا فان مصر تحتاج لمثل هذه الصفقات لزيادة تأمين هذه الاكتشافات والحقول الهامة وللرد علي أي محاولة اعتداء علي حدودنا البحرية.. إنها بحق صفقة تضاف إلي رصيد إنجازات قواتنا المسلحة وهناك أيضا وحدات مماثلة سوف تنضم إلي حاملة المروحيات الرابضة في ميناء الإسكندرية.
منذ وصول هذه الحاملة إلي الإسكندرية انشغلت الصحافة بهذه الصفقة ونشرت الصحف الفرنسية تقاريراً مطولة عن إمكانيات الميسترال المرعبة حيث يبلغ طولها 99 مترا وعرضها 32 مترا وتسع 16 طائرة هيلكوبتر كما يمكن أن تنقل حوالي 700 جندي كما أنها تحتوي علي مستشفي عمليات به غرفتا عمليات جراحية مزودة بأحدث الاجهزة الطبية وتصل مساحة المستشفي الموجود علي هذه الحاملة لحوالي 750 مترا مربعا بقدرة 69 سريراً كما أن الميسترال تحتوي علي غرفة قيادة ضخمة لتنفيذ المهام والعمليات فمساحتها 850 مترا مربعا وبها أكثر من 150 موقعا للضباط والجنود.
وكشفت الصحف الفرنسية أيضا عن الكثير من المفاجات عن قدرات الميسترال فهي تحتوي علي أحدث نظام معلوماتي تكتيكي بحري في العالم فهو قادر علي جمع المعلومات من مستشعرات السفينة المتعددة كما أن هذا النظام متصل بالاقمار الصناعية.. هذه الصفقة تعد من أهم الصفقات العسكرية لمصر والقوات البحرية المسئولة عن تأمين أكثر من 2000 كيلو متر من السواحل الخاصة في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة والتحديات التي تواجهها مصر في الفترة الحالية.
إمكانيات الميسترال تبهرك فهي تحتوي علي وحدتين لإطلاق صواريخ قصيرة المدي للدفاع الجوي بالإضافة إلي رادار مسح جوي وبحري يتعدي مداه 180 كم ونظام تحذير ضد موجات الرادارات المعادية كما أن الميسترال التي حصلت عليها مصر يمكن أن تحمل 50 مروحية خفيفة وأيضا 70 مركبة قتالية ومدرعة منها 13 دبابة.. ويقع ضمن الصفقة أيضا برنامج تدريبي لاكثر من 3000 فرد من البحرية المصرية علي أحدث وأهم الأنظمة الإلكترونية والمعلوماتية البحرية في العالم هذا بالإضافة إلي العديد من الامكانيات والقدرات المتعددة في المجال البحري.
القوات البحرية المصرية أثبتت جدارتها وكفاءتها في كل المعارك التي خاضتها وهذه الاضافة الجديدة تعتبر بمقاييس العصر الحديث قفزة جديدة وإنجازاً رائعاً يؤكد أننا ماضون في الطريق الصحيح لأن دعم القوات المسلحة في كل أفرعها يساعد مصر علي إكمال مسيرتها بكفاءة وعلم وتكنولوجيا متطورة ووحدات علي أعلي مستوي من الكفاءة تؤكد قدرة أبطالنا علي استيعاب علوم العصر ومواجهة التحديات التي تواجه المنطقة.