الجمهورية
عبد الحليم رفاعى حجازى
عيد الفطر.. أفراح وإشراقات
إن يوم عيد الفطر المبارك. قد أظل المسلمين بطوالعه السعيدة وأفراحه الزاهرة. والإخاء والصفاء. وإشراقاته العامرة بالخير والنماء.. وبالتالي فإنه يحق لنا أن نستقطب المعاني والمدركات.. وقد طوقتها الشمائل والفضائل المشرقة:
أولاً: هو يوم الفرحتين والعبادة
إذا كان يوم عيد الفطر: يوماً ملحوظاً في السنة. ومذكوراً علي الألسنة. مجموعاً له الناس. ويتلاقون فيه علي فرحة وبهجة. ويتبادلون فيه تحية وتهنئة.. وإذا كان يوماً يوحي بالعودة ــ أي يعود في كل عام ــ وليس إلا واحة فيحاء يجد المسلم عندها وارف الظل ونمير الماء. ورقيق الهواء. وطهور المتاع.
فإن يوم عيد الفطر.. هو يوم:
1" ختم الله به صيام شهر رمضان.. شهر الرحمن تبتلاً وإنابة. وشهر القرآن مدارسة وتلاوة. وشهر النفس تربية وسواء. وشهر الجسم عافية وشفاء.
2" ويوم الفرحتين في الأرض والسماء.. كما أكد لنا الرسول المصطفي "ص" وقال في جوامع كلمه: "للصائم فرحتان: فرحة عند فطره. وفرحة عند لقاء ربه" "البخاري ومسلم".
وقال العلماء: أما فرحته عند لقاء ربه فيما يراه من جزائه. وتذكر نعمة الله عليه بتوفيقه لذلك. وأما عند فطره بسببها تمام عبادته وسلامتها من المفسدات. وما يرجوه من ثوابها.
3" وهو اليوم الذي يجعله المسلم يوم بر وصدق وعبادة وإدخال السرور علي البؤساء والفقراء. حتي تكون الغبطة الإسلامية شاملة كل بيت فتزدهر بالبركات مع زكاة الفطر التي أوجبها رسول الإنسانية في السنة الثانية للهجرة. وهي السنة هنفسها التي فرضت فيها شعيرة الصوم. وجعل صوم هذا الشهر المبارك كالمعلق بين السماء والأرض لا يرفع إلا بزكاة الفطر.
4" هو يوم للعبادة. والتي تقوم علي عبادة سابقة. وتؤهل لعبادة لاحقة:
أما كونه يوم عبادة: فهو يوم ذكر وشكر.. ويوم كرم وجود للمداومة علي العبادة والعمل والبناء. ويوم سرور واستمتاع بالمباح.. وإن أعظم ما فيه أنه لا يرتبط بذوات فانية. أو مبادئ واهية. أهداف لاهية. أو مُثُل ضالة. وإنما يرتبط بقيم راسخة ومثل عليا وعبادات ذات شأن في بناء الفرد المسلم ومجتمعه. وهو يوم نؤدي فيه صلاة العيد علي نعمة العون.
أما كونه يقوم علي عبادة سابقة فهي عبادة الصيام. وهي أعظم آيات العبودية. وهي الرمز للصفاء والنقاء.
وكونه يؤهل لعبادة لاحقة فهي صيام ست من شهر شوال. ثم يعود إلي جهاد حسي وروحي استعداداً لعبادة العمر ... "الحج".
وإن يوم عيد الفطر له آدابه وملامحه الإنسانية من ضرورة الإحساس ومعونة الناس لأن الأعياد زفراح ومسرات وخير مسرة هي التي تعم الجميع.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف