الجمهورية
طارق الأدور
بين القمة.. واليورو!!
لا أتوقع أن تكون قمة الزمالك والأهلي القادمة مقنعة رغم أنها مباراة لن يكون لها سوي الأثر المعنوي بعد حسم الأهلي للقب الدوري.. مثلما توقعت في هذا المكان قبل انطلاق كأس الأمم الأوروبية "اليورو" ألا تكون البطولة رقم 2 علي مستوي العالم ممتعة أيضا.
الحمل النفسي والبدني علي لاعبي الفئة الأولي في العالم.. وأقصد بهم اللاعبين الذين ينتمون للأندية الكبيرة مثل ريال مدريد وبرشلونة وبايرن ميونيخ وتشيلسي ومانشيستر يونايتد ويوفننتوس وغيرها.. أصبح كبيرا للغاية لأن لاعبي هذه الأندية دائما يلعبون 38 مباراة محلية في الدوري بجانب 10 إلي 15 مباراة في الكأس بالإضافة إلي المسابقات المحلية الأخري مثل السوبر أو بطولات الكأس الأخري.
وإذا أضفنا إلي ذلك أن هذه الأندية تلعب أيضا في بطولات الأندية الأوروبية ما بين 12 و15 مباراة إذا وصلت لأدوار متقدمة بالإضافة إلي ارتباطات النخبة من هؤلاء اللاعبين بمنتخبات بلادهم.. فإننا نكون بصدد 70 مباراة علي الأقل يخوضها اللاعب المتميز علي مدي الموسم دون راحة تقريبا.
لذلك أصبحت إقامة بطولة الأمم الأوروبية وكأس العالم في توقيت ما بعد نهاية الموسم المنهك بمثابة القتل لهذه المسابقات مما يؤدي إلي ضعفها وابتعادها عن المتعة الحقيقية.
هذه الظاهرة وضحت جدا في السنوات الأخيرة وعلي وجه التحديد منذ بداية القرن الحالي مما أثر بشكل سلبي علي المسابقات التي تنتظرها الجماهير في كل أنحاء العالم لمتابعة أحدث صيحات الكرة وعلي رأسها بالطبع المونديال كل 4 سنوات.
المشكلة الجديدة أن المسئولين عن الكرة في كل مكان يسعون دائما لزيادة عدد الفرق في البطولات التي يديرونها مثلما يفعل مثلا المسئولون في اتحاد الكرة المصري في بطولة الدوري التي وصلت إلي 22 ناديا في الموسم قبل الماضي.
نفس الحال في بطولة اليورو التي زاد عدد منتخباتها هذا العام لأول مرة من 16 إلي 24 فريقا وهو عدد ضخم من وجهة نظري يضعف البطولة وحماستها ومردودها الفني وبخاصة أن عدد فرق النهائيات يمثل تقريبا 50% من العدد الإجمالي للقارة.
وكل ما أخشاه أن يقوم الاتحاد الأفريقي بالتقليد الأعمي لأوروبا كما يفعل دائما ويزيد فرق نهائيات كأس الأمم الأفريقية إلي نفس العدد لأن ذلك سيقلل جدا من مستوي البطولة بوصول منتخبات ضعيفة فنيا للنهائيات.
لذلك كان من الطبيعي أن نشاهد مستوي متواضعا في بطولة الأمم الأوروبية الحالية وأن نجد المنتخبات التي تضم لاعبين تعرضوا لضغوط أقل طوال الموسم هي من تتقدم للأدوار الحاسمة مثل أيسلندا وويلز والبرتغال.
وإذا عدنا إلي المستوي المحلي ولقاء القمة المنتظر فإنه يكفي أن نذكر أن المسابقات الأوروبية انتهت منذ نحو شهرين ثم قاربت بعدها بطولة أوروبا علي الانتهاء ومازال الدوري المصري مستمرا إلي الحد أنه سيرتبط بالموسم الجديد دون توقف بسبب المسابقات الأفريقية. لذلك أري أن مستوي المباراة سيكون هزيلا.
وبعد كل هذا تزداد مخاوفي من قيام "الفيفا" أيضا بزيادة عدد منتخبات كأس العالم إلي 40 منتخبا بزيادة 8 عن الوضع الحالي وهو أمر قد يضعف أكثر من مستوي أكبر بطولة كروية علي وجه الأرض.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف