الجمهورية
اكرام منصور
الاستثمارات الوطنية.. والسواعد البشرية
معظم الدول المتقدمة والمتحضرة اعتمدت في الأساس علي ترسيخ مفهوم الاستثمار الصحيح الذي لاينحصر في التعاملات المالية والتجارية فقط كما يظن البعض. ولكنهم ركزوا علي استثمار العقول البشرية من العباقرة والعلماء والمبدعين وأيضاً من المخلصين بمختلف كفاءاتهم بعيداً عن انتماءاتهم الحزبية أو القبلية. هذه الدول رفعت شعار الكفاءة المناسبة في المكان المناسب دون تحديد سواء أن كان رجلا أو امرأة. ونحن في مصر نملك كفاءات وعقولا لاحصر لها تنتظر فقط إتاحة الفرص لكي تخدم بلادها بكل اخلاص وعطاء من أجل الارتقاء بها علي كل المستويات الاجتماعية والعلمية والثقافية والصحية والاقتصادية. والأمثلة كثيرة من هذه النماذج المشرفة لنا كالدكتور مجدي يعقوب الذي أسس مستشفاه بأسوان لعلاج المرضي بأقل التكاليف وبدون مظهرية إعلانية أو ادعاء الوطنية. وغيره من علماء الأقنصاد وعباقرة العلم الذين سخروا حياتهم للابحاث والدراسات الجادة التي لو اهتم المسئولون السابقون والحاليون بها لكانت مصر اليوم من اعظم دول العالم بلا أدني مبالغة. ولكننا للأسف الشديد تفرغنا لمسألة استقواء البعض علي الآخر في تربص مشين لتصيد الأخطاء وهو مناخ يستحيل أن تنمو فية أية بادرة للتقدم أو النجاح وطفرت علي سطح مجتمعنا آفة أعداء التفوق أو التميز وأنالت الأتربة فوق ملفات الأبحاث العظيمة التي تمثل عصارة تفكير وإبداعات علمائنا في كل المجالات واختفت في طي النسيان. يجب أن نعترف وبكل وضوح أننا استسلمنا منذ سنوات طويلة لوباء الفتن والاحقاد والهدم والتخاذل واللامبالاة وفقدنا الهوية المصرية التي كنا نتباهي بها من طيبة وشهامة ومحبة البعض للآخر وها نحن اليوم نواجه محاولة جديدة من محاولات بث الفتن والوقيعة بين نسيجي الأمة من مسلميها وأقباطها وهي محاولة غادرة دأبت قوي شريرة علي بث سمومها داخل مجتمعنا كلما استشعرت ملامح التماسك الوطني والاندماج بين عنصري الوطن.
وأصبحنا ننفر من فكرة العمل الجماعي طمعا في الانفراد بالنجاح الزائف الذي من المستحيل أن يكون له فائدة إلا اذا كان منطلقا من القاعدة الاجتماعية باكملها. والكارثة الكبري الأخري هي تمسك بعض الجهلة بمبدأ هدم كل خطي الذين سبقوهم علي طريق البناء والتنمية سواء بأفكارهم أو بأعمالهم تحت مسمي وحجج واهية هي خير دليل علي عقولهم المغلقة وقلوبهم الحاقدة فلا أحد يريد أن يستكمل مابدأه الآخر حتي لا ينسب النجاح لغيره وهو منطق غبي ودليل آخر علي عدم الانتماء للوطن ونحمد الله أن أمثالهم مجرد فئة قليلة وما أكثر أبناء مصر المخلصين الذين أبهروا العالم ولايزالون بعقولهم وإبداعاتهم ولاينقصهم شيء سوي لم شملهم تحت مظلة الحب والانتماء والمناخ المناسب لاستفادة من خبراتهم ونواياهم الصادقة لخدمة بلادهم. يجب وضع منظومة متكاملة أشبه بدراسات الجدوي التي تحدد مسار الخطي نحو تقدم بلادنا ويكون من أولوياتها الاهتمام بالموارد البشرية وإرساء قاعدة شعبية يكون هدفها هو الاتجاه للأبحاث العلمية والاستفاده بها في حل جميع مشاكلنا لكي لا نفاجأ ببعضها ويكون لها تأثير سلبي علي شريان حياتنا .
اللهم أحمِ مصر وشعبها من الفتن والانقسامات والبلطجية.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف