جلاء جاب اللة
القيام.. والانتقام في العشر الأواخر
بينما يقوم المسلمون ليلهم وتمتلئ مساجد الله بالدعاء والصلاة والتهجد في العشر الآواخر من رمضان.. كان هناك مسلمون آخرون يبدلون القيام بالانتقام ويستبدلون ماهو خير وأمر إلهي بأوامر شياطينهم وعقولهم الطائشة ويرفعون علم الإسلام في الانتقام!!
في حي الكرادة بالعراق أكثر من 200 قتيل في إحدي الليالي الوترية للعشر الآواخر.. في بنجلاديش رهائن وقتلي.. في مصر محاولات لاستعادة روح أعداء الدين بتفجيرات في العريش ورفح.. لنصل إلي الأرض المباركة طيبة.. مدينة رسول الله ــ صلي الله عليه وسلم!!
أي جنون هذا.. وأي إسلام يتحدثون عنه؟ انتحاري بحزام ناسف يقترب من مسجد الحبيب ــ صلي الله عليه وسلم ــ ليفجر رجال أمن يحرسون المعتمرين الذين أمنهم الله في ثاني مسجد تشد إليه الرحال بعد المسجد الحرام؟
مسلمون في المساجد يحيون شعائر الله.. ومسلمون ــ أو بالأحري مدعون للإسلام ــ يقتلون ويحرقون ويدمرون بلا سبب!!
فارق كبير بين القيام والانتقام.. وفي العشر الأواخر من شهر الصيام.. فارق كبير بين الحب في الله والحب لله والحب بالله.. وما يحدث من هؤلاء الذين امتلأت قلوبهم حقداً وكراهية وغلاً!!
ما حدث في شهر رمضان.. وفي العشر الأواخر.. ووصل إلي مدينة رسول الله ــ صلي الله عليه وسلم ــ يجعلنا نتساءل وبحسرة وألم: أين علماء الإسلام؟ أين المفكرون؟ هل يتحدثون لأنفسهم؟ لقد أسعدني الدكتور شوقي علام في صالون الجمهورية الثقافي والذي حضره أيضاً نقيب الأشراف السيد محمود الشريف وكيل أول مجلس النواب والداعية الكبير فضيلة الأستاذ الدكتور أسامة الأزهري.. وفي الصالون أسعدنا الدكتور شوقي علام بأن موقع دار الافتاء يشارك فيها 3.6 مليون مسلم.. ولكن هل يكفي هذا العدد؟
لقد طالبت بمبادرة يرعاها كل قادة العمل الإسلامي في مصر والعالم العربي بانشاء جيش الكتروني لمواجهة الإرهاب.. جيش يخاطب الشباب بلغة الشباب ويحاورهم دون خطوط حمراء.. جيش تكون كتيبة دار الافتاء الالكترونية نواته ينضم إليها كتائب الأزهر والأوقاف ومواقع المؤسسات الصحفية القوية وجريدة عقيدتي وكل جهة أو هيئة أو داعية يكون هدفهم الإسلام الوسطي الصحيح.
لقد أصبحت أخبار القتل والتدمير عادية علي أذن المستمع وعين القاريء.. لم يعد يهزه خبر انفجار لغم في مدرعة للشرطة والجيش مادام الخبر يتكرر كل يوم.. ولم يعد يهزه تفجير هنا أو هناك.. ومحاولة انتحارية لمجنون يدعي الإسلام في الغرب أو الشرق.. فهل هذا ما نريده أم ما يريده المنتقمون؟!
مطلوب قوة عربية إسلامية مشتركة قوة مسلحة بالطائرات والمدرعات وكل أسلحة الجيش الحديثة لمحاربة الإرهاب ومواجهته بكل قوة.
دعونا من الخلافات السياسية حول شرعية بشار الأسد أو ما يحدث في العراق أو ليبيا ودعونا يا أهل القرآن نتفق مرة من أجل القرآن ومن أجل دين الإسلام.
الإسلام سيظل شرع الله ويحميه الله.. لكن المسلمين في خطر حقيقي لأنهم فشلوا في حماية دينهم وفشلوا في تقديم صورته الحقيقية للعالم.
أصبح المسلم مرادفا للإرهابي مرادفا للمجرم الخطير.. أصبح المسلم عنواناً للتدمير والتفجير والموت والخراب والدمار بينما الإسلام نفسه دعوة للحب والحياة والرضا والفكر والعلم والعطاء.. دعوة لإعمار الأرض وفهم الكون الإسلام نفسه دين الرحمة والتواصل والحب لكننا فشلنا في أن نقدم للعالم هذا المعني وسكتنا عن سفهائنا حتي أصبحوا هم عنوان المسلمين!!
أصبح ضرورياً جداً الآن.. الآن وليس غداً أن يتفق العرب والمسلمون علي قوة عسكرية موحدة طال انتظارها لمواجهة هذا الإرهاب.. ليس مهماً أي راية يختفون وراءها: داعش.. أنصار بيت المقدس.. الإخوان المسلمون.. الجهاد.. أي راية يختفي خلفها من يحمل السلاح.. ويدمر ويرهب ويقتل إنساناً آخر أياً كان دينه.. فهو إرهابي لابد من مواجهته!!
لا أعرف ماذا ينتظر قادة العرب والمسلمين لتكوين هذا الجيش لحماية الإسلام والمسلمين قبل غيرهم؟
مطلوب وعلي وجه السرعة تكوين جيش عربي إسلامي موحد.. جيش حقيقي بالطائرات والمدرعات.. وكل الأسلحة المتاحة لمواجهة هذا الخطر وحماية المسلمين وأرض الإسلام.
ومطلوب وعلي نفس السرعة تكوين جيش الكتروني عربي إسلامي موحد يدعو للوسطية يفند الإرهاب ويواجهه فكرياً ودينياً وشرعياً بالقرآن والسنة والعلم الديني الصحيح.
ومطلوب وعلي نفس السرعة وبنفس القوة جيش إعلامي تقليدي لمساندة كل هذه الجهود فنحن في حرب حقيقية أيها السادة!!
رمضانيات بين الدراما والإعلانات
** لم يسعدني الحظ لأتابع الدراما الرمضانية بشكل دائم أو ثابت.. حيث كان الليل قصيراً للغاية بين التراويح والقيام والافطار والسحور وجلسات الأصدقاء.. والهروب إلي العمل بالنهار كان حلاً سحرياً لطول النهار لكن لي عدة ملاحظات سريعة حول ما شاهدته وإن كان قليلاً.
كان نجم رمضان الأول هو الأسطورة مجدي يعقوب.. الذي استحق التكريم والاشادة وهو لها أهل.. هو مصري أصيل.. أصوله صعيدية وولد في الشرقية وكان انجازه الأكبر في أسوان وحصل في جامعة شيكاغو علي لقب أسطورة الطب فهو أسطورة بحق.. وليس هذا الأسطورة الدرامية التي تدمر في شبابنا أجمل ما فيه!!
** الإعلان عن العودة إلي الصناعة والهروب من عقدة الأجنبي.. يمثل نقطة مضيئة في ركام الإعلانات التي تهتم بإثارة الغرائز.. إنه إعلان رائع وليتها تكون حملة قومية عملية وليست مجرد إعلان إنها عودة إلي ثورة التصنيع في مصر ونحن في أمس الحاجة إليها.
** معظم الدراما في رمضان جعلت المصريين مرضي نفسيين خاصة المصابين بانفصام الشخصية.. كان أبطال المسلسلات إما بلطجية أو مرضي نفسيين ومجانين.. أو أشياء أخري بعيدة عن حقيقة المصري سيقولون إنهم يقدمون الواقع.. وأقول لهم أيها السادة للفن مهام أخري غير تقديم الواقع وأهمها تقديم الصورة التي نريدها.. تقديم النموذج الذي تريده مصر.. والبحث عن حلول وتقديم الرؤية وليس مجرد نقل واقع.. وليته الواقع بكل جوانبه.. بل الواقع باسوأ ما فيه!!
** ثلاث قضايا فرضت نفسها علي الواقع الرمضاني الأولي هي التسريب.. ومن الواضح أن تسريب الامتحانات.. والألبومات الغنائية.. والحلقات الأخيرة من المسلسلات كانت واقعاً جديداً يؤكد أن الخلل مازال موجوداً وأننا لابد أن نشارك جميعاً في هذه المعركة.. فليست اقالة وزير هي الحل أبداً.. لأنها أزمة أخلاق وقيم وهروب من القانون تأصلت في مجتمعنا وظهرت بوضوح بعد .2011
القضية الثانية التي أشعلتها الحكومة وأطفأتها الحكومة أيضاً هي التوقيت الصيفي ولا أدري كيف كانت الحكومة والبرلمان يناقشان هذه القضية؟ هل من الطبيعي أن تنتظر الحكومة حتي يقر مجلس النواب القانون بالغاء التوقيت الصيفي ثم نقدم مبررات استمراره؟ صح النوم يا حكومة!!
** القضية الثالثة هي اختلاسات القمح أو بالأدق في صوامع القمح وادعاءات بوجود أقراص سامة لتبخير القمح.. ومطلوب رد سريع وواضح وحاسم في هذه القضايا الخطيرة التي تمس الإنسان المصري.
همس الروح
عيد سعيد علي كل قلب أبيض وعلي كل روح جميلة تحب الخير للجميع عيد سعيد لكل مصري ولكل مسلم والحاقدون يمتنعون!!