الجمهورية
منى نشأت
الشاشات يا دولة
كنا نتداولها أيام الجامعة.. فحين نريد وصف زميل متميز في مجال له فيه موهبة نقول إنه "راضع صحافة" أو طب أو رسم والتعبير علي بساطته عميق.. فما يدخل فمك وعينك وأذنك ويصل إلي حواسك يؤثر علي كل تصرف في حياتك.. فأنت نتاج ما تعرضت له.. انه ما نقول عنه التربية والبيئة المحيطة.
وبالطبع الدولة بمفهومها الشامل هدفها خلق جيل واع.. يتسم بالصدق والعطاء والخلق الذي يدفع للأمام.. وهي الصفات التي اتفقت عليها الديانات السماوية ودرسناها في العلوم الإنسانية ملخصة في ثلاث كلمات الحق والخير والجمال.
مسألة ثقة
ثقتنا في دولتنا كبيرة.. إلا أن ما نراه علي الشاشة يدفعنا للتساؤل.. ألا تريد هذه الدولة أن تربي أطفالها وشبابها علي الصواب. أو حتي تتركهم لأهاليهم يربونهم بعد أن ضعف دور المدرسة وصار مشتتاً مشوهاً. وتزعزت الصورة الدينية بعد حكم عام من إرهاب يرتدي ثياب دين.. وغرب كل همه تشويه الإسلام السمح وتحويله إلي قتل ودمار.
وبالفعل المدارس لا تعطي العلم وبالتالي ولا التربية.. ووظيفة أماكن العبادة في الإرشاد مفقودة.. فلا رقابة علي خطب الجمعة ولازلت تجلس في المسجد لتسمع كلاماً عن أبي جهل.. وأبي لهب.. وغزوة خيبر.. في حين أننا نعيش غزوات أكبر ضد من يهدفون غسل مخ شبابنا وإبعادهم عن القيم التي تربينا عليها.. وعندنا أعداء للإسلام أكبر من أبي جهل ولديهم أسلحة أقوي.
وتأتي الشاشة الصغيرة وكأنها استكمال خطة تضليل.
مشاهد مرفوضة
من يصدق ما نشاهده. الابنة تدخل من باب الشقة غاضبة فتجد أمامها أمها فتزيحها عن طريقها بخبطة توقع الأم أرضاً وتكمل الابنة لغرفتها دون التفات.. حدث هذا في مسلسل "ونوس".
أما في مسلسل بنات سوبرمان فالأم تعاتب ابنها لأنه تحرش بفتاة وتخوفه بأنها ستخبر الأب. فيقول الابن بالحرف.. لو عرف أبي لكافأني "بزجاجتي بيرة" ولو لم تسكت لتحرشت بك انتي. هكذا حدث الابن أمه.
ومن يذكر فيلم اللمبي حين دخل ليلاً إلي بيته يبحث عن بيجامته وكانت أمه نائمة.. فشد البنطلون عنها وقال هذا بنطلوني.
الشاشة الصغيرة.. امتداد للكبيرة. وهما معا الاستكمال الطبيعي لمؤامرة وخطة محكمة لإتلاف مجتمع.
الشاشة يا دولة.. الإعلام يا أهل بلدنا. كفيل بحرق جيل الأب في الإعلان حتي يستطيع أن يطلب من ابنه طلباً لابد أن يخدمه ويقدم له رشوة.. والابن لا ينفذ إلا إذا أخذ المقابل.. إنه إعلان كريم الذي لا يصحو لأمه ولا أخته فقط بخدعة من أبيه.
وفي الإعلان الثاني يجلس الأب المسن يطلب مساعدة الابن.. والأم العجوز.. فتظهر الفيلا والحديقة.. وكلمات الإعلان.. اهرب واحجز في كومباوند.. تخيلوا ماذا يعلم الإعلان أولادنا.
أولاد.. بلدنا
وفي لجنة الإعلام بالمجلس القومي للمرأة وأنا واحدة من أعضائها اجتمعنا وقسمنا الأدوار ورصدنا ووضعنا نتائج.. ورفضنا مسلسلات وطالبنا بوقف إعلانات.. وشطبنا علي مشاهد.. ووجهنا لخطر.. ووضعنا علامات حمراء. وبقي السؤال هل كل هذه التجاوزات لم تمر بلجنة مشاهدة أتمني أن تعلن أسماء لجنة مشاهدة البرامج والمسلسلات. لتخدمهم نحن من قائمة احترامنا.
والأمنية الثانية.. ان يؤخذ بتوصيات المجلس لحماية أولادنا.. وبلدنا.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف