الجمهورية
عبد الرحمن فهمى
نهاية لم تكن متوقعة قط
برافو يوسف معاطي.. نهاية غريبة لم تكن متوقعة قط خرجت من تقليد "أحمد.. منحا.. منحا" النهايات المفرحة منذ مائة عام بل اكثر من ذلك موت البطل وأي بطل وبطريقة عبقرية ظل صوت البطل المتعلقة به الجماهير مستمرا رغم وفاته حتي اسدال الستار فعلا برافو.
وابننا رامي إمام المخرج تفوق علي نفسه في هذا المسلسل فقد كان الاخراج عبقريا ومن زوايا جديدة ذكرتني ببعض مخرجينا القدامي رحمهم الله كانوا لا يكتفون بالوقوف وراء الكاميرا بل يمسكون بها ويصيحون من خلفها لتوجيه الممثل والممثلة.
واعتقد ان اختيار "الكاست" كان موفقا فقط ظلمهم خالد سليم في وسط هذه المجموعة الرائعة ليس كل مطرب يصلح ممثلا إلا إذا كان نجما له اغاني تشد الجماهير.. اذكر ان نور الدمرداش كان معجبا بأداء عبدالحليم حافظ أمام الكاميرا قرر ان يبحث عن قصة تشد المتفرج لآخر لحظة ليس فيها اية اغنية قط ليمثلها عبدالحليم وعلم عبدالحليم بذلك فزار نور الدمرداش في منزله بالمنيل ليشكره علي رأيه في ادائه فهي شهادة يعتر بها جدا لأن نور الدمرداش كانوا يسمونه "ملك الفيديو" فهو أول من اخرج تمثيليات ثم افلاما ثم مسلسلات فيديو فاخراج الفيديو مختلف وكان نور الدمرداش ضمن أول وفد سافر إلي موسكو لدراسة فن التليفزيون مع صلاح زكي "للاخبار" وتماضر توفيق "للبرامج والادارة" ومصوران نسيت اسمهما.
بقي ان اقول ان مسلسل مأمون وشركاه رغم اننا لم نجد له شركاء.. اقول ان المسلسل قدم للشاشة نجوما لم يتألقوا من قبل كما تألقوا في هذا المسلسل.. لبلبة مثلا التي شاركت عادل إمام في أكبر عدد من اعماله ولكنها تفوقت كثيرا علي نفسها وهي عجوز ثم عروس بمكياج بنت عشرين ثم خالد سرحان الذي أكل الجو طوال الحلقات سواء وهو في ايطاليا أو في مصر والبنت الصغيرة اللعوب ابنة مصطفي فهمي كانت رائعة واحتلت جزءا كبيرا من الرواية بكفاءة واتقان خاصة لو كان هذا أول دور لها.. لقد لفتت الانظار من بدايتها واختيارها كان موفقا فهي تشبه مصطفي فهمي كثيرا والمحامي اكتشاف جديد لكوميدي جديد وفي النهاية العمل هادف يقول في كلمتين: مصر لن تباع ولن تشتري.
***
والشيء بالشيء يذكر.. عبدالحليم حافظ بعد أول فيلمين له رآهما محمد عبدالوهاب أعلن موهبة عبدالحليم واستدعاه في منزله ووقع معه عقدا لعمل فيلم جديد سيختار قصته ثم سيستدعيه ليقرأ القصة وكانت قيمة العقد 300 جنيه "ثلاثمائة جنيه" فقط وكان هو نفس أجر عبدالحليم في الفيلم الأول!! أما الفيلم الثاني فلم يعلن عن أجره فيه!! وتمر أيام كثيرة وعبدالوهاب لم يعثر بعد علي القصة المناسبة.. في نفس الوقت تم اخراج فيلم "الخطايا" مع نادية لطفي وعماد حمدي وكان أجر عبدالحليم في هذا الفيلم 1500 "ألف وخمسمائة جنيه" هنا استدعاه عبدالوهاب بسرعة وعرض عليه قصة فيلم جديد وتم وضع اسم الفيلم الجديد علي العقد الذي كان قد وقعه عبدالحليم أبو 300 جنيه!!
قال له صديقه الحميم وجدي الحكيم:
- انت مجنون بعد 1500 جنيه تنزل إلي 300 في السوق.. والسوق لا يرحم.
فضحك عبدالحليم وقال له: ان 300 جنيه ستتحول إلي 300 ألف جنيه وربما ضعف هذا المبلغ.. أغاني الفيلم من تلحين محمد عبدالوهاب سأكسب منها علي مدي سنوات طويلة مبالغ لا حصر لها.
وهنا بالفعل ولدت شركة "صوت الفن" لصاحبها عبدالوهاب وعبدالحليم ومعهما مدير التصوير الحاج وحيد فريد.. كان مقر هذه الشركة محلا ضخما واسعا في عمارة ماتاتيا في العتبة وكان المدير اسمه مجدي العمروسي وله قصة أخري.. وإلي عدد قادم بإذن الله تعالي.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف