محمد عبدالوهاب
المنطق الاخلاقي لـ أوباما
الأزمة السورية لم يشهد العالم لها مثيلا منذ الحرب العالمية الثانية ..أكثر من 5سنوات من التدمير والتجويع والخراب والتهجير ويقف العالم يتفرج بلاضمير يحركه وبلا أي منطق انساني يدفعه لايجاد حل لوقف المجازر اليومية سواء ببارود المدافع أو جوعا أو حتي غرقا هربا من الاوضاع المأساوية علي الأرض فمن لم يمت بسلاح بشار يموت علي يد داعش أو قوي المعارضة غير الوطنية أو غرقا في رحلة للبحث عن حياه خارج الارض الملتهبة.
المفاوضات السياسية وصلت الي طريق مسدود والعلاقات الامريكية الروسية في اسوأ حالاتها منذ الحرب الباردة قبل تفكك الاتحاد السوفيتي في بداية التسعينيات وبشار الأسد يرفض تغيير موقفه والمعارضة مفككة ومتصارعة وبيان جنيف فشل في الاتفاق علي مرحلة انتقالية لانهاء الازمة والمبعوث الامم لسوريا فشل في مهمته في الوصول الي اتفاق الي حل سياسي انتقالي قبل المهلة الاممية التي تنتهي الشهر القادم والاقرب أنه يجهز استقالته حاليا لانه لا أمل في حل سياسي سريع في وقت ادارة الرئيس الأمريكي أوباما حددت هدفها الوحيد وهو الحرب علي تنظيم داعش الارهابي الذي هو صناعتها في السنوات الاخيرة بعد غزو العراق واسقاط صدام حسين ويكتفي بالحديث عن توطين اللاجئين وتقديم المساعدات الانسانية دون البحث في حل جذري للأزمة ويرفض أي تعاون مع الروس لحل الأزمة وكأنه يريد أن يترك الأمر كاملا الي الادارة الجديدة للبيت الابيض بداية العام القادم.
الازمة السورية وموقف اوباما دليل علي عدم وجود المنطق الاخلاقي في السياسة الامريكية التي تتشدق بها وهو مادفع أكثر من 50 دبلوماسيا بوزارة الخارجية الامريكية الي تقديم مذكرة يعترضون فيها علي موقف بلادهم غير الاخلاقي من الازمة السورية وكان رد البيت الابيض غير مقنع. لكن مابين اغلاق قنوات التفاوض بين موسكو وواشنطن ورفض النظام السوري تغيير موقفه نجد السوريين فقط يدفعون الثمن ويعيشون في مأساه تلطخ الصورة الحضارية للعالم وتؤكد انه لامنطق اخلاقي في تعامله مع الازمة السورية .