الجمهورية
عبد الرحمن فهمى
حينما تكون كثرة الماء.. كارثة!!
الماء والهواء هما سبب الحياة علي سطح الأرض.. الماء والهواء ضروريان لكل ما هو حي.. للإنسان والحيوان والنبات.. وهما حق لكل حي.. عطاء الله لكل من له كبد وكل من يتنفس حتي لو لم يكن له كبد مثل النبات.. ويؤكد طه حسين حق كل إنسان في التعلم وكانت صيحته المشهورة "التعليم مثل الماء والهواء".. أعطي الله عز وجل الهواء وحماه من تحكم الإنسان.. وأعطي الماء وأوصي الإنسان بالمحافظة عليه.. لا إسراف في الماء حتي لو كنت علي شاطئ!!.. كان النبي صلي الله عليه وسلم يتوضأ بكوز ماء.. قدوة لمن يعتبر.
ہہہ
لذا عندما تنقطع المياه عن قري كثيرة تبقي كارثة!! وفي شهر رمضان المبارك.. وفي عز الامتحانات.. وفي هذا الحر القاتل والرطوبة في أعلي مؤشراتها.. وهناك مرضي وكبار سن وأطفال.. ولم تنقطع في القليوبية والدقهلية ساعات ولا أياماً بل أسابيع طويلة.. ويشكو الأهالي للمسئولين في المحافظتين والمياه في الشوارع ارتفاعها حوالي متر أو أكثر.. توقفت السيارات وانكمش الناس في البيوت.. سيارات النقل العالية هي فقط التي تستطيع أن تخوض في المياه!! فيقفز الأهالي فوقها يريدون "الشعبطة" حتي لو ضحوا بحياتهم من أجل الذهاب إلي أعمالهم.. كثرة الماء ايضا ممكن أن تكون كارثة!!
ہہہ
وكان لابد أن نسمع رأي المسئولين في المحافظتين.. قالوا:
منذ نصف قرن لم يتم أي تجديد في البنية الأساسية عموماً.. ليس الماء فقط.. هناك الصرف الصحي والكهرباء والغاز.. في نفس الوقت زاد تعداد البلد أضعافاً مضاعفة.. وتم إنشاء مدن وقري جديدة وكان لابد من الخطوط إليها.. زادت أعباء "المريض" الذي يحتاج إلي علاج أولاً.. وتشابكت المصالح.. وضاع المواطن في الوسط!
يقول المسئولون إنه كان لابد من حلول مؤقتة.. توزيع زجاجات معدنية علي المستشفيات وملاجئ الأطفال وسيارات مياه ضخمة تضخ في جراكن الأهالي.. حلول لا تغطي أكثر من عشرة في المائة للكارثة.
انقطاع الكهرباء محتمل.. بلاها تليفزيون وراديو ونت وفيس بوك وغيره.. والشمع كفيل بإضاءة معقولة.. المستشفيات والمصانع والصحف والمؤسسات الكبري والمهمة ممكن موتور يحل المشكلة للأبد.. الكهرباء "مقدور عليها" ولكن الماء لا.. ثم لا.
ہہہ
وأخشي ما أخشاه.. أن تكون الإصلاحات مؤقتة وسريعة بأي شكل لمجرد عودة المياه إلي مجاريها لكي يرتاح المحافظ من شكوي الأهالي!! ثم تعود بعد أسابيع نفس المشكلة!! شفط المياه من الشوارع ولحام المواسير القديمة المليئة بالصدأ لكي تسير المياه إلي الأهالي.. خطأ وتبذير للأموال وتسويف المشاكل ليعيش هذا الشعب طول عمره في مشاكل.
لماذا لا يضع كل محافظ خطة للإصلاح الشامل الكامل للبنية الأساسية كلها لكي يستمر سنوات طويلة.. بلا الترقيع بلا ضمير؟؟!!
ممكن التصليح بمواسير جديدة الآن لا يعلوها الصدأ قط مهما مرت السنوات.. وتكون مواسير ضخمة قطرها أضعاف قطر المواسير الحالية لمواجهة ازدياد السكان.. وهنا قطع المياه فترة قد تطول.. لذا يكون الإصلاح علي مراحل.. قرية قرية أو حي حي.. علي أن يكون العلاج مركزاً في قرية أو جزء من قرية.. هناك تكون سيارات المياه الضخمة التي تصب ليل نهار في جراكن الأهالي مع توزيع زجاجات المياه المعدنية.. ويحدث هذا لمدة معينة.. الإصلاح الكامل الشامل الأبدي بالتدريح من أجل هذا الجيل والأجيال القادمة.. اسمحوا لي في النهاية أن أقول أنني أصبت بخيبة أمل ضخمة في أحد الوزراء الذي كنا ننتظر منه الكثير.. فلم نجد حتي أقل القليل.. يا خسارة.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف