– نزل الشعب بأعداد هائلة اعتراضاً على القمع وفوضى الحكم وتفتت الدولة وانهيارها والسياسات الكارثية، وساهم الوضع المعيشي العام المُتردى في إنخراط أعداد هائلة تمثل أغلب الطبقة الوسطى تقريباً، مع مشاركة متوسطة من الطبقات الشعبية التي تشمل البرجوازية الصغيرة، ودفع الفلول بقاعدتهم الجماهيرية في اتجاه ذلك: رغم قلة أعدادهم إلا أنهم نجحوا في تعبئة كتلتهم التصويتية الضخمة.
حظيت حملة تمرد بدعم من الانتهازيين وعواجيز الإنقاذ، كذلك حازت إقبالاً شعبياً هائلا نتيجة فشل سياسات الحكم وانهيار الخدمات الأساسية، بالإضافة إلى فقر الطبقات الشعبية، وتبيَن للشعب عدم وجود أي مشروع إيجابي حقيقي على الأرض للإخوان.
– تعرض الإخوان لمؤامرة بين الجيش والفلول ذوي السلطة على تنوّعهم، والجناح المناهض لحكم الإخوان، وهو الجناح الأقوى في جهاز الأمن القومي: مُجمل العمل المشترك بين المخابرات العامة والحربية والأمن الوطني أي مباحث أمن الدولة.
– ساهم الإعلام الخاص برجال الأعمال والمناهض للإخوان “ليبرالياً” من أجل ضمان سيطرته على حصته من اقتصاد الوطن في تأجيج الشعورالوطني العام، وتلاقى ذلك مع حالة انهيار حقيقية في الواقع، ما هي إلا التحول عملياً إلى “دولة فاشلة” على النموذج الأمريكي المرسوم، سياسات الإخوان التي هي سياسات نفس النظام – الذي لم يسقط بل تتصارع أطراف طبقته الحاكمة – لازالت فاشلة ولم تلبِ أي شيء، فنزل الشعب دفاعاً عن مصالحه ومصالح عموم المجتمع المتعرض للتصدع ، وبالتالي أصبح طرفاً مؤثراً في صراع هؤلاء الأطراف.
– تدخَل الجيش لأسباب يمكن القول أن من أهمها:
*موقف الحكم الإخواني من الموضوع السوري: تهديد مرسي بالجهاد في سوريا، وما قد يتبع ذلك من ونموذج أفغانستان ثانِ، حيث يعود المتدربون على السلاح إلى مصر طمعاً في حسم تردد الإخوان وفشلهم.
*توعُد متظاهري 30 يونيو بالقتل في حضور مرسي الذى اكتفى بتأمل الفراغ، وما قد يتبع ذلك من اقتتال داخلي بين الإسلاميين ودراويش الثورة وشعبيو الفلول وقطاع من الطبقات الشعبية وكل ذلك في مناطق جغرافية مختلفة بداية من 30 يونيو.
– الجيش كان قد ضمن مصالحه وامتيازاته بالفعل في ظل حكم الإخوان فيبقى دافعه لهذا التدخل قابلاً للتخمين، إلا أنه من المؤكد رؤية الجيش لخطر كبير يهدد مصالحه الخاصة أولاً بالإضافة إلى تماسك الدولة ومصالح عموم المجتمع المُهددة بالفعل، وكذلك لا نعتقد أنه قام بذلك دون ضوء أخضر من أمريكا بالقبول المبدأي أو “التفهُم”، المجتمع – الذي كان قد بات قابلاً للتفكك – وبنية الدولة وهيكلها وجهازها الإداري العام هم حاضنة الجيش ومبرر وجوده أصلاً كشريحة من الطبقة الحاكمة: تؤدي دوراً خدمياً بالاضافة إلى دورها السياسي والطبقي المعروف.
– التسوية السياسية حدثت وشارك بها الشعب كطرف فاعل ورئيسي لكنه لم يمتلك بعد الأدوات التي تؤهله للفاعلية والنفوذ الكافيين لحسم مصالحه وحده، وهي التنظيمات الشعبية والمهنية أو الأحزاب القوية والمنظمات الكبيرة: أي الكيانات القوية ذات التوجه السياسي الواضح (لصالح الشعب) والتحرك السياسي السليم.
– طالما عاشت المعونة الأمريكية والتمويل الأجنبي وكامب ديفيد والكويز والجات، وتحكُم صندوق النقد وسياسة الاقتراض، تأكدوا أن عجلة القيادة لازالت في واشنطن.