المساء
طارق مراد
هاتريك - نادي الزمالك والقوانين "المطاطة"
من عجائب بلدنا بمصر المحروسة والتي تكاد تكون إحدي السمات التي تتميز بها أن المواطن لديه قناعة بوجود قوانين من النوع المطاط الذي يمكن تفسيره بأكثر من وجه وطريقة ونحن علي سبيل المثال في مجال المنظومة الرياضية علمونا منذ عملت بمجال النقد الرياضي أن الجمعيات العمومية في الأندية والاتحادات وتختلف الهيئات الرياضية هي مصدر السلطات وأنها صاحبة السلطة العليا في إدارة شئون هذا النادي أو ذاك الاتحاد.. وأنه لا صوت يعلو علي إرادة الجمعية العمومية.. وطالما رأينا قيادات الرياضة المصرية بحقوق الأعضاء علي ضرورة حضور اجتماع الجمعية العمومية وان يكونوا ايجابيين في إدارة شئون الهيئة الرياضية التي يتمتعون بعضويتها وان يحاسبوا مجالس إدارتهم للاطمئنان علي مدي التزامهم بتحقيق الأهداف والسياسات والطموحات التي حددها أعضاء الجمعية للمجلس الذي اختاروه.. وانطلاقاً من هذا الوقع الذي تعلمناه طبقاً للقانون الذي يؤكد علي سلطات الجمعية العمومية كونها تمثل إرادة الأعضاء وتفوق أي سلطة أخري.. اليوم أجد نفسي في دهشة كبيرة وحيرة أضرب كفاً بكف بسبب مماطلة مديرية الشباب والرياضة بمحافظة الجيزة في اعتماد قرارات الجمعية العمومية لنادي الزمالك أحد قطبي الكرة المصرية وفي مقدمتها القرار التاريخي الذي اتخذته بشطب ممدوح عباس رئيس النادي السابق ونائبه رءوف جاسر وهاني شكري عضو مجلس الإدارة الحالي من عضوية النادي وأعتقد ان مجرد اعتراض المديرية علي القرار يعد نوعًا من الازدواجية ويسبب لأعضاء الزمالك باعتبارهم مواطنين من المجتمع المصري حالة من الارتباك والتضارب في مدي مصداقية النصوص القانونية التي حددها المشرع لسلطات الجمعية العمومية وبدأت تتساءل هل تلك السلطات والنصوص "قانون.. ولا مش قانون" وهنا يجب ان نتفق ان نادي الزمالك إحدي القلاع التي قامت عليها الرياضة المصرية وحققت من خلالها تاريخها وانجازاتها في مختلف الرياضات وليس في كرة القدم فقط هذا النادي العملاق غرق في بحر من المشاكل والصراعات والخلافات علي مدار السنوات العشر الماضية قد أنهكته وأصبح من المعتاد ألا يعيش له مجلس إدارة لمدة أربع سنوات حيث يدار من أروقة القضاء فتراجعت أنشطته المختلفة ووصلت لحالة من التردي التي لا تليق بالزمالك أحد أعرق أندية منطقة الشرق الأوسط بأسرها ومن أفضلها تاريخهاً وانجازات.. لقد أراد أعضاء الجمعية العمومية بشطب الأعضاء الثلاثة إنقاذ ناديهم من النفق المظلم الذي سقط به بفعل الصراعات والخلافات بين الطامعين دائماً في كراسي مجلس الإدارة ونسوا أنه عمل تطوعي في المقام الأول . أن المجلس أثبت علي أرض الواقع خلال عام واحد من انتخابه ان لديه استراتيجية ورؤية متكاملة لإعادة الزمالك علي قمة الرياضة عربياً وأفريقياً ومحليًا وظهرت بوادر هذه الانجازات في بناء فريق جديد لكرة القدم باعتباره واجهة النادي يتربع علي قمة الدوري حالياً وبات المرشح الأول للفوز بالبطولة وشهدت منشآته تطويراً شاملاً جعل منها تحفة معمارية وحضارية يفخر بها أبناء قعلة الزمالك ويستعد رئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب والمهندس خالد عبدالعزيز وزير الشباب والرياضة لافتتاحها يوم الجمعة القادم وانطلاقا من قناعة شعب مصر العظيم أننا نعيش في دولة مؤسسات وقانون وتنشئة أولادنا علي احترام القانون فالمطلوب احترام قانون الجمعيات العمومية الذي طبقه أعضاء الزمالك لأول مرة في تاريخ الرياضة المصرية حتي لا نحول أنديتنا لفوضي وبؤر للصراع.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف