الجمهورية
مؤمن ماجد
نافقوا «مبارك» ويهاجمون «السيسى»..!!
أشعر بالحيرة والارتباك.. لا أستطيع الوصول إلي قرار حاسم.. عقلي يوافق بشدة ويقول: إن مستقبل الوطن أهم من طعنات الماضي.. وقلبي ومشاعري يرفضان بشدة ويقولان إنهم مزقوا الوطن. وأهانوا شعبه. وأنه لا أمان لهم..
.. عن المصالحة مع الإخوان أتحدث..
هُم جيران لنا في السكن.. أصدقاء دراسة.. زملاء عمل.. وقفنا معاً في طابور العيش.. ذُقنا معاً عذابات وحلوات السنين..
صلينا في نفس المسجد.. ذهبنا إلي نفس الحديقة. أطفالنا لعبوا مع أطفالهم.. الآن أصبحنا معسكرين.. نحن وهم.. هل يمكن أن نعود فريقاً واحداً؟!!
كانوا حلفاء للشعب. وأعداء للدولة في عهد حسني مبارك.. أصبحوا حلفاء للشعب وهم الدولة بعد ثورة 25 يناير.. ثم أصبحوا أعداء للشعب والدولة بعد ثورة 30 يونيه.
هل يمكن أن يعودوا فصيلاً من فصائل الأمة؟!!
خطيئة الإخوان أنهم استغلوا الدين لتحقيق أغراض سياسية.. واستباحوا القرآن والأحاديث النبوية للوصول إلي المكاسب والمناصب والمغانم.. فهل إذا تابوا عن هذا السلوك. وعادوا إلي الطريق القويم. يمكن المصالحة معهم؟!!
هل نكره الإخوان أكثر من كراهيتنا لإسرائيل؟!.. هل عانينا منهم أكثر مما عانينا من الإسرائيليين؟!!
نحن الآن في معاهدة سلام مع إسرائيل منذ عام 1979. بعد أن أدرك الرئيس الراحل أنور السادات أن مصر خسرت بالحروب مع إسرائيل 45 ألف شهيد. و82 ألف مصاب. و12 ألف أسير.. ولذلك اختار أن تكون حرب أكتوبر آخر الحروب.
قالوا عن السادات وقتها إنه خائن.. وباع الوطن.. وقال الراحل أمل دنقل قصيدته الشهيرة "لا تصالح".. وقاطع العرب مصر. ولكن الأيام أثبتت أن السادات كان علي حق.. وأن الحروب لا تجلب إلا الدمار. ودفع السادات حياته ثمناً للسلام.
الآن عاد حديث المصالحة مع الإخوان.. وعلينا أن نفكر معاً. حتي لا نفاجأ بقرار سيادي. وندخل بعد ذلك في خصومات مع بعضنا البعض.. هل توافق علي المصالحة مع الإخوان؟!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف