قدم لنا العلم النافع والدرس المفيد وعلمنا صلة الأرحام واحترام المواعيد والوفاء بالوعود والعهود وفتح لنا أبواب الأمل والفرحة ونثر علي طريقنا الورود نتطلع إليه من العام إلي العام وتشتاق إليه القلوب حتي يعود لخيراته وبركاته نقول هل من مزيد.
وافق الأربعاء الماضي "غرة شوال 1437هـ - 6 يولية 2016م" حلول عيد الفطر المبارك. أعاده الله علي المسلمين والناس أجمعين بالخير والبركة والسلام والأمان.
يحمل عيد الفطر هذا العام رقم 1436 لأنه مرتبط بشهر رمضان الذي فرض في السنة الثانية للهجرة المشرفة ويوم الفطر هو الفرحة الأولي للصائمين يفرحون بفطرهم يفرحونهم ويحتفلون بعيدهم وينشرون البهجة بين أسرهم وأقاربهم وجيرانهم وكل من حولهم وبعد عمر طويل مديد سعيد بإذن الله تكتمل فرحتهم بصومهم عند لقاء ربهم.
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال. قال رسول الله - صلي الله عليه وسلم - "للصائم فرحتان. فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه" وفي رواية: "للصائم فرحتان يفرحهما. إذا أفطر فرح بفطره. وإذا لقي ربه فرح بصومه".
سمي العيد عيداً لأنه يأتي ويذهب ثم يعود من جديد في موعد معلوم. يضرب لنا المثل في المسئولية والالتزام واحترام المواعيد والمواثيق والعهود.
يأتي العيد كل عام ليجدد الآمال ويبدد الأحزان وينشر الخيرات والبركات ويطلق المصريون والعرب والمسلمون علي أولادهم اسم عيد إذا صادف ميلادهم تيمناً به.
يقبل علينا العيد كل عام بردائه الجديد وموكبه السعيد. يشرح الصدور ويسعد القلوب ويحرك العقول ويساعدنا علي مواصلة رحلة الحياة بجد واجتهاد وإتقان وإحسان وصبر وإيمان ـ وأرجو أن يأتي اليوم الذي تقوم فيه أمة الإسلام في يوم واحد تحتفل بأعيادها في وقت واحد فيجتمع شملها ويلتئم جمعها وتقوي شوكتها ويعيدون مجدها وعزها لتعود إليها ريادتها ورايتها في سائر ميادين الحضارة والتقدم.
احتفل الإنسان منذ فجر الزمان بالأعياد. حدد لها أياماً معلومة يحتفي بها كل عام منها أعياد الربيع والحصاد والفيضان والأمطار والانتصارات.
وردت كلمة العيد في القرآن الكريم مرة واحدة.
"قال عيسي بن مريم. اللهم ربنا أنزل علينا مائدة من السماء تكون لنا عيداً لأولنا وآخرنا وآية منك وارزقنا وأنت خير الرازقين" "المائدة 114".
وفي القرآن الكريم 114 سورة أولها الفاتحة "7 آيات والبسملة آية منها" وآخرها سورة الناس "6 آيات" وتكتمل فرحة العيد في وجود الأهل والأقارب والأصدقاء والأحباب وعندما غادر أبو الطيب المتنبي "915 - 965" مصر في طريقه إلي بغداد بعد قصيدته المشهورة في هجاء أبو المسك كافور الإخشيد. أشار إلي غياب فرحة العيد وقال:
عيد بآية حال عدت يا عيد
بما مضي أم لأمر فيك تجديد
أما الأحبة فالبيداء دونهم
فليت دونك بيد دونها بيد
والبيد جمع بيداء وهي الصحراء الواسعة الجرداء
ويقول أحمد رامي في قصيدته "يا ليلة العيد" التي غنتها أم كلثوم من ألحان رياض السنباطي 1939
يا ليلة العيد أنستينا
وجددت الأمل فينا
هلالك هل لعنينا
فرحنا له وغنينا
وقلنا السعد هايجينا
علي قدومك يا ليلة العيد