الجمهورية
عبد الرحمن فهمى
حتي القطار قال : تو .... تو .......
لا حديث اليوم إلا عن مباراة القمة.. حكاية موروثة من زمان... منذ بداية الصراع الكروي علي الزعامة الكروية... مصر من أول دول العالم التي عرفت لعبة كرة القدم ومارستها اكتسبت شعبيتها من مباريات الفرق الانجليزية في مصر والتشجيع الجنوني من جماهير مصر ضد فرق الدولة المحتلة!!! خاصة في ظل الامتيازات الأجنبية وتعنت الجنود الانجليز ضد المصريين ثم تنصفهم المحاكم... وكانت المقارنة بين الناديين الكبيرين عمن يفوز علي الانجليز اكثر من الثاني... الأهلي أم المختلط!! "الزمالك الآن"
* * *
اكتب في صباح يوم المباراة لذا لن استطيع أن اكتب عن المباراة.. لكن سأروي قصة قديمة لمباراة فيها أوجه شبه مع مباراة الأمس.
كانت المباراة كالعادة آخر مباراة في الدوري من أجل ايراد المباراة!!! وكان النادي الأهلي له نقطة زيادة عن الزمالك... وكان نظام الفائز له نقطتان والتعادل بلا نقاط... وكان الأهلي له مباراة مؤجلة مع فريق السويس وهو فريق لا بأس به خاصة جماهيره التي تشجع بجنون... كانت هناك فكرة لتأجيل مباراة السويس لما بعد مباراة القمة... ولكن اتحاد الكرة ومديره "الحاكم بامره" المرحوم محمود بدر الدين أصر علي أن تكون مباراة القمة هي الخاتمة لبطولة الدوري العام كالعادة وكان هو الذي ادخله مصر لاول مرة عام .1948
سافرت جماهير ضخمة من الزمالك واحتلت مدرجات كثيرة.. سافروا بدري لمحاولة كسب جماهير السويس في صفهم... ففوز السويس علي الأهلي أو حتي التعادل شرف كبير لتاريخ السويس!!!... وبدأ عم عبده البقال مدير الكرة بالأهلي يستأجر اوتوبيسات وكان الوقت صيفا... لان المباراة كانت في الثالثة ظهرا.
سافرت لتغطية المباراة... في "المساء" في سيارة آل الشريعي واسترحنا في فندق كان اسمه "بيل إير" كان خير فندق ايامها في السويس.. واقيمت المباراة وسط تشجيع رهيب من المدرجات لفريق السويس!!!.... لعب فريق السويس للتعادل... وكان متوسط دفاعه مميز بربط منديل ريفي طويل حول رأسه وجبهته "نسيت اسمه رغم انه كان مشهورا"... انتهي الشوط الأول بالتعادل السلبي ولكن توتو في الشوط الثاني أحرز هدفين "صاروخين"!!! وفاز الأهلي بالدوري قبل مباراة الزمالك... التاريخ يعيد نفسه تماما.. بفارق نقطة!!! حتي لو فاز الزمالك لأن الفارق أصبح 3 نقط.
المهم ان عبده البقال باتصالاته السريعة عقب المباراة مباشرة مع المحافظ استطاع تأخير القطار العائد الي القاهرة فترة سمحت بعودة الفريق داخل القطار مع طبلة ورق وكمنجة... وهات يا رقص وغناء طوال الطريق.. قال لي عبده البقال :
ــ سيبك من آل الشريعي وتعالي معنا في القطار..
وقد كان... وعدت الي الجريدة لاكتب أحد أهم عناويننا زمان..
ــ حتي القطار قال : تو...... تو........
* * *
هل تريدون معرفة نتيجة مباراة القمة والأهلي فائز بالبطولة قبل صفارة البداية؟ تماما كما حدث أمس؟؟
فكرت حينها ألا اكتبها خوفا علي "حيادية الاعلام قبل المباراة"... ثم عدلت عن هذه الفكرة لان الناس والفريقين سيقرأون المقال بعد المباراة لا قبلها... حتي لو قرأوا الجريدة في المساء كعادة بعض القراء... لذا سأقول لكم النتيجة وسببها :
نزل الأهلي يتمختر "مين قدي؟... انا البطل".... والزمالك متحفزاً لاسترداد كرامته ويثبت وجوده.... وقد كان كالعادة... فاز من اراد أن يفوز وعمل من أجل الفوز... وخسر من ظن أن المباراة في جيبه فهو البطل؟!!!! تري من فاز بالأمس!!!؟؟؟
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف