الجمهورية
عبد الحليم رفاعى حجازى
الجائزة تتضاعف بالعمل
حمد الله أتم المصريون صيامهم للشهر الكريم وأمضوا عيد الفطر المبارك في فرحة وأمن وأمان بعد أن أنعم الله عليهم بالقيادة الحكيمة المخلصة التي اختارها بإرادته الحرة بعد ثورة الثلاثين من يونيو التي أعادت مصر للمصريين.
ولعله من حسن الطالع أن يحتفل المصريون بالعيد الثالث لهذه الثورة مع الأيام المباركات لختام شهر الصوم وعيد الفطر.
وإذا كان الصيام هو العمل الرباني للعلاج الطبيعي من الأمراض النفسية والجسدية كما تؤكد ذلك الكثير من الآيات البينات ومنها..
- إذا كانت الصلاة مناجاة كما قال الله في حديثه القدسي "قسمت الصلاة بيني وبين عبدي.." فإن الصوم مشاهدة وبالتالي فلا ينقسم وهو كله لله الأعلي وأن الصوم صفة ربانية طاهرة مطهرة: ويقول ربنا الأعلي ".. فالصوم لي.." أي ليس لك أنت بالذات. ولكنه لي أنا الذات التي لا تأكل ولا تشرب.
- وما أشبه الصيام للنفس بالمصل للجسم: فكما أن المصل يكسب الجسم قوة تقدره علي أنواع خاصة من الجراثيم. كذلك الصيام يكسب النفس قوة تقدرها علي مقاومة الرغبات والشهوات. وكما أن المصل يجب تكرار التطعيم به كلما مرت فترة معينة حتي تتجدد قدرة الجسم ولا يفقد مقاومته. كذلك صيام رمضان يجب تكرار مزاولته مرة في كل عام حتي تتجدد قدرة النفس ولا تفقد مقاومتها.
- إذا كان الصوم صبر فإنه بالتالي ضياء لأن الرسول يقول "والصبر ضياء" وبه ندرك خبايا الأنفس وما تخفي الصدور.. وبه نكشف ما في دخيلة القلب من مشاعر الصائم: هل هو منطو علي الطاعة الراضية أو علي الطاعة المأمورة. أو علي غيرها رئاء الناس.
وإذا كان يوم عيد الفطر هو يوم الجائزة.. وهو يوم مشهود ومجموع له الناس ويتنزه عما لا يليق بالعقلاء والفضلاء.. ومما يضاعف من فرحة المسلمين به لأنه يأتي بعد جهاد مرير وكفاح شديد للنفس وشهواتها.
فإن هذه الجائزة الربانية تتضاعف بالعمل والجد والاجتهاد في الحياة الدنيا وفي الإخلاص في العمل وأدائه علي خير وجه كما أمرنا رسولنا الكريم - صلي الله عليه وسلم - "إذا عمل أحدكم عملا فليتقنه" وهذه هي معايير الجودة والشهادات الدولية في الصناعة وغيرها بمفاهيم العلوم العصرية الحديثة.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف