الجمهورية
طارق الأدور
قمة.. القاع
لم أكن أتخيل أن تخرج مباراة القمة بين الزمالك والأهلي في ختام الدوري بهذا الشكل الهزيل الذي ظهر أمام العالم وأبرز الكرة المصرية بشكل هزيل ومتواضع.. وبخاصة أن الاستعدادات للمباراة فاقت الوصف سواء فنياً في المعسكرين أو إدارياً في اختيار ملعب المباراة أو أمنياً بخطوط الدفاع الحصينة علي طول الطريق من القاهرة والسويس.
المشكلة أن المباراة جاءت في خضم بطولة كأس الأمم الأوروبية "اليورو" وكل إبهارها وفنياتها لتستيقظ جماهير الكرة المصرية علي الواقع الأليم للعبة الشعبية الأولي.
قمة التناقض في كل شيء.. الأداء الفني.. الالتزام والروح الرياضية.. روعة الملاعب وشكلها الحضاري.. النقل التليفزيوني.. الحضور الجماهيري والشكل الرائع للتشجيع في بطولة أوروبا.
أداء فني هزيل.. معارك وخشونة في كل كرة مشتركة.. ملاعب فقيرة.. نقل تليفزيوني ضعيف.. مدرجات خاوية بدون جماهير تزيد المشهد سوءاً في قمة الزمالك والأهلي معاً جعلها في القاع.
المشهد الأول كان في الإجراءات الأمنية المبالغ فيها والتي جعلت الطريق من القاهرة للسويس قبل المباراة قمة في المعاناة.. ومن لم يبدأ الطريق قبل 6 ساعات علي الأقل من المباراة فالمؤكد أنه لن يلحق بأحداثها.
نعم نعلم تماماً الظروف التي تمر بها البلاد وضرورة التأمين الجيد حتي لا تقع أحداثاً أخري ولكن ليس بهذه الطريقة المعقدة التي يجعلك تمر بأكثر من 20 نقطة أمنية حتي تدخل الاستاد.
المشهد الثاني هو تأخر إعلان التشكيل بشكل مبالغ فيه.. ففي بطولة أوروبا مثلاً استطيع التعرف علي تشكيل المباراة قبلها بأكثر من 3 ساعات وأحياناً يعلن المدير الفني التشكيل قبل المباراة بيوم. لأنه لم تعد هناك أسرار في كرة القدم.
أما في لقاء الزمالك والأهلي فإن كلا الجهازين تحفظ علي إعلان التشكيل حتي قبل المباراة بدقائق وكأنها أسرار حربية.
المباراة جاءت كر وفر دون أي فنيات في وقت تشبعت فيه عيون الجماهير بالكرة الأوروبية وفنياتها فكان الأداء باهتاً.
ملخص المباراة أن الزمالك أهدر فوزاً كان في متناول لاعبيه علي الأهلي لكسر حاجز 3333 يوماً منذ آخر فوز علي الأهلي عام 2007 و3434 يوماً منذ آخر فوز في ظروف طبيعية عام 2004 وكان 2/1 في ختام الموسم في الوقت الذي كان فيه فوز 2007 في غياب 11 لاعباً قرر مانويل جوزيه وقتها عدم خوضهم للمباراة.
وأخطأ محمد حلمي في عدم الدفع بمصطفي فتحي في وقت مبكر لأن الزمالك سيطر علي المباراة تماماً بعد نزوله وأهدر فرصة المباراة في الوقت بدل الضائع.. ولو جاءته هذه الكرة 100 مرة سيسجل 99 مرة منها.
ورغم سوء حالة الأهلي فإنه كان بإمكانه تحقيق الفوز في كرة أحمد حجازي التي أطاح بها محمد عادل جمعة علي خط المرمي وكرة حسام غالي التي ركز فيها علي الحصول علي ضربة جزاء أكثر من تركيزه علي تسجيل هدف.
الخلاصة أن المباراة أظهرت الكرة المصرية في أسوأ حالاتها ونحن مقبلون علي تصفيات المونديال التي أعتقد أنها لن تكون سهلة لو ظهرنا بهذا الشكل.
أما عن وضع الأهلي الافريقي في هذه الظروف.. فقد أصبح صعباً للغاية بعد قمة القاع!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف