محمد جبريل
ع البحري .. اقتراحات للثانوية العامة
إذا كان الغش في امتحانات الثانوية العامة قد تفاقم هذا العام. بصورة محزنة. دفعت الحكومة إلي إعادة الامتحان في المواد المسربة. فإن مشكلة الثانوية العامة ستظل قائمة. ما لم توضع الحلول التي تضع هذه الفترة الدراسية في إطارها الصحيح. وهو ما بدأت الأجهزة المختلفة ـ مؤخراً ـ في دراسته. سعياً للقضاء علي سلبيات المرحلة الثانوية.
تلقيت رسالة من الصديق الشاعر جمال عبدالعظيم. يعرض فيها ـ من خلال تجربته الطويلة في التدريس ـ لمشكلة الثانوية العامة: يدعو جمال عبدالعظيم في بداية اقتراحاته ـ لم يذكر وسائل التطبيق ـ إلي ضرورة محاربة الغش والنجاح بصورة آلية في مرحلة التعليم الأساسي "ابتدائي وإعدادي" باعتبارها الرافد الذي يضخ مئات الألوف من الطلاب إلي الثانوي العام. بحيث لا يصل إليه سوي الأكفاء. كما يشير إلي التنسيق في الثانوي العام. وأنه يجب ألا يقل في كل المحافظات عن 80% من المجموع الكلي للشهادة الإعدادية. عندئذ تخفض كثافة فصول الثانوي العام. فيرتقي أداء المعلم. وتنضبط العملية التعليمية بكل أطرافها.
أما الطلاب دون هذه النسبة فإن التعليم الفني العصري يمكنه استيعابهم. من خلال إطلاق مشروع قومي حقيقي لتطويره. يسهم في تمويله وبرامجه ومناهجه المتخصصون وكبار المستثمرين ورجال الصناعة والمؤسسات الاقتصادية المنتجة. في إطار وزارة تعليم فني مستقلة. وهنا يثور السؤال عن أسباب إنشاء وزارة للتعليم الفني. ثم أسباب إلغائها.
يضيف جمال عبدالعظيم أنه بموجب الكيان الجديد. وبمشاركة الأطراف المختصة. تنشأ مدارس فنية وصناعية مواكبة للعصر. أو تحديث المدارس الموجودة الآن. حتي توفر عمالة فنية متخصصة ومدربة لمشروعات المستثمرين ورجال الصناعة ومؤسسات الإنتاج بالدولة. بعد قيامهم سلفاً بتجديد برامجها ومناهجها حسب حاجات السوق المحلي والإقليمي. بالإضافة إلي مراعاة إنشاء مدارس فنية في ميادين جديدة فرضها عصرنا. أو تحديث الموجود منها. كميدان الطاقة والتعدين والاتصالات وتحلية المياه واستصلاح الأراضي والميكنة الزراعية وصيانة الالكترونيات والمعدات العملاقة.
إلي جانب ذلك كله. فإنه يجب استحداث جهاز رقابي مستقل يختص بتعقب كل عناصر منظومة الثانوية العامة "المطبعة السرية ومراكز توزيع الأسئلة وعضوية الكنترولات" وما يشوب عضوية وندب العاملين بها من وساطات ومجاملات فاضحة. نظراً للمقابل المالي الضخم الذي يتقاضاه هؤلاء. كذلك عدم المساس بنظام القبول بالجامعات المعمول به الآن. فهو إن لم يكن أفضل الحلول. فهو ـ في رأي عبدالعظيم ـ أعدل الحلول. أما اللجوء إلي نظام القدرات للقبول بالجامعات. فهو الكارثة بعينها. أو بمثابة قذف كرة الفساد إلي أسوار الجامعة بدلاً من احتوائها. ولنأخذ العبرة من تعيين أبناء الأساتذة معيدين بالجامعات. متجاوزين الأكفاء والأعلي تقديراً.