عندما تقرأ عن الدور التنموى الكبير الذى تقوم به الشخصيات العامة فى الغرب من خلال تمويل وتأسيس منظمات المجتمع المدنى والعمل التطوعى، وعندما تعرف أن هذا الأمر بدأ منذ سنوات طويلة وتقرأ عن وقفية روكفيلر التى تأسست عام 1913، وكانت تهدف إلى التقدم فى مجالات التعليم وأبحاث الصحة العامة، ليتوسع نشاطها إلى الاهتمام بتحديث القطاع الزراعى خصوصا فى العالم النامي.
وعندما تسمع عن مؤسسة بيل وميلندا غيتس التى أنشئت عام 2000 عن طريق دمج مؤسستين خيريتين، الأولى يملكها بيل غيتس وكانت متخصصة فى الأغراض التعليمية وبشكل خاص التكنولوجية المكتبية والثانية يملكها ويكيام غيتس وهى مختصة بالصحة العامة.
لابد أن تتوقف لتسأل كم شخصية عربية دخلت هذا المجال واهتمت بإنشاء وتمويل مؤسسات أهلية عربية كبرى تتصدى للمشكلات التى تعانيها المجتمعات العربية، وتقوم بدور تنموى رائد فى هذا المجال؟
للأسف الشديد الإجابة ستكون صعبة للغاية لأن مثل هذه الشخصيات التى تهتم بالعمل التطوعى العربى نادرة للغاية، رغم أن العالم العربى يذخر بآلاف الشخصيات العامة ورجال الأعمال الذين يستطيعون القيام بهذا الدور الحيوى والمهم.
لكن الاسم الذى يقفز إلى الأذهان على الفور هو الأمير طلال بن عبد العزيز رئيس برنامج الخليج العربى للتنمية وصاحب أضخم تجربة عربية فى هذا المجال بدأت فصولها منذ ما يقرب من أربعين عاما، أسس خلالها أكثر من 15 مؤسسة ومنظمة أهلية تنموية متخصصة على مستوى الوطن العربى، مستهدفه إلى جانب دورها البحثى الاجتماعى والإنسانى التأكيد على أن ثقافة التطوع لاتقف عند منطقة جغرافية معينة ولكنها تتجاوز الحدود لتربط بين الانسان وعصره وبين الشعوب وامنها واستقرارها.
وتشهد القاهرة غدا انطلاق أول حوار مشترك بين هذه المؤسسات تمهيدا للإعلان عن مشروعات جديدة يتم تنفيذها بالشراكة بين المؤسسات الشقيقة لبرنامج الخليج العربى للتنمية «أجفند» بما يخدم أهداف التنمية فى المجتمع العربى ، والخروج بتوصيات وقرارات مستندة إلى الحوار الإعلامى الذى سيقام على هامشه فى دعم ومؤازرة رسالة تلك المؤسسات ، حيث يتميز عمل هذه المؤسسات المنتشرة فى أغلب الدول العربية بالتكامل العربى من حيث المجالات والانشطة التى تغطيها من حماية وتنمية الطفولة، وتمكين المرأة، وإتاحة التعليم الجامعى المفتوح بأرقى الوسائل، ودعم واكتشاف المشروعات التنموية العالمية والمتميزة0
ووفقا لتصريحات عبد المنعم الأشنيهى المستشار الإعلامى للأمير طلال بن عبد العزيز لوكالة أنباء الشرق الأوسط فإن اجتماع القاهرة غير المسبوق سيعلن مولد فصل جديد فى دستور العمل الاهلى لمؤسسات الامير طلال التنموية المتخصصة من أجل ابناء الوطن العربى ، لإيمانه بأهمية التطوير وضرورة مواكبة مستحدثات العصر ، حيث يعتمد مستقبل الدول العربية ليس فقط على اعداد الشباب لمواجهة تحديات الغد ولكن ايضا بمساعدتهم على بناء مستقبل أفضل لهم ولأوطانهم 0
وأشار إلى أنه سيشارك فى الاجتماع أعضاء اللجنة الإعلامية للأمير طلال وممثلى تلك المؤسسات وهم ناصر القحطانى مدير برنامج الخليج العربى للتنمية «أجفند» بالرياض، والدكتورة سكينة براورى مدير مركز المرأة العربية للتدريب والبحوث بتونس، والدكتورة موضى الحمود مديرة الجامعة العربية المفتوحة ومقرها الرئيسى فى الكويت، ومديرو فروعها الممتدة فى 8 دول عربية هى مصر والسعودية والبحرين والأردن ولبنان وعمان والسودان والكويت، ورؤساء بنوك الفقراء والإبداع والتمويل الأصغر المقامة فى تسع دول، منها سبع عربية هى الأردن واليمن والبحرين ولبنان والسودان وفلسطين وموريتانيا، بالإضافة إلى سيراليون والفلبين ، والدكتور حسن البيلاوى الامين العام للمجلس العربى للطفولة والتنمية ومقره القاهرة، والدكتور عبد الحى عبيد مدير الجامعة العربية المفتوحة فرع القاهرة وممثل الشبكة العربية للمنظمات الأهلية ومقرها القاهرة ايضا. إن مثل هذا الإجتماع يمثل فرصة لإعادة دراسة تجربة الأمير طلال بن عبد العزيز التنموية فى العالم العربى، وسبل حث الشخصيات العربية المختلفة على استلهام هذه التجربة والدخول بقوة فى مجال العمل المدنى والتطوعى العربى، خاصة فى ظل الظروف التى تواجهها المجتمعات العربية حاليا.
< كلمات:
فى سنوات حياتك الماضية، لو لم تتخلص من رأيٍ ما، أو تتبنى رأياً جديد، فيجب أن تقيس نبضك، فقد تكون ميتا.
فرانك جيليت