الجمهورية
عبد الرحمن فهمى
وزير خارجية مصر في إسرائيل
هل تم وضع جدول أعمال اجتماع جامعة الدول العربية المقرر له يوم 28 الجاري؟؟
أرجوكم عدم وضع المبادرة المصرية الخاصة بإنشاء دولة فلسطين ضمن بنود الجدول حتي لا نخسر ما كسبناه خلال الأسابيع الأخيرة من موافقات مبدئية من إسرائيل نفسها فضلاً عن الدول الكبري والصغري.. هناك دول عربية "عنترية" تدعي الوطنية وأخري تحب المعارضة من أجل المعارضة أو لمجرد أن مصر هي صاحبة الدعوة.. وندخل في مناقشات بيزنطية لا جدوي منها وربما سيفشل آخر اجتماع للجامعة العربية وتعود الوفود من حيث أتت ويغلق أحمد أبوالغيط باب المبني الضخم في ميدان التحرير ويلقي بالمفاتيح في النيل.. كما سبق أن نصحت عمرو موسي بذلك.. وكان له رد طويل كله تفاؤل.. ولكن التاريخ أثبت العكس..
***
ولكن السؤال:
ـ كيف لم يوضع جدول أعمال الاجتماع وباقي أمامه 17 يوماً أو أقل.. والمفروض أن يعقد وزراء الخارجية سلسلة اجتماعات في نواكشوط مكان الاجتماع لعرض وجهة نظر الدول في كل بنود جدول الاجتماع ومناقشتها للوصول إلي "مشروع قرارات نهائية" تعرض علي المجلس الذي عادة لا يستغرق أكثر من يومين أو ثلاثة كلها خطب معادة وتصفيق حاد متواصل بلا داعي!!!..
مجرد مجاملة!!!
***
سبب كتابتي اليوم هذا الموضوع هو أن صحف أمس المصرية والأجنبية مانشيتاتها "وزير خارجية مصر في إسرائيل" وصور لنتنياهو مع سامح شكري في المؤتمر الصحفي العالمي.. وهناك تصريح خطير يصدر من نتيناهو بالذات لأول مرة.. أنهي نتنياهو المؤتمر بتصريح قال فيه:
ـ يجب علي الفلسطينيين أن ينتهجوا النهج الشجاع نفسه الذي سلكته كل من مصر والأردن والانضمام إلينا في مفاوضات مباشرة.
حرصت وكالات الأنباء العالمية أن تقول إن هذا هو نص ما قاله رئيس وزراء إسرائيل "بالحرف الواحد"..
إذن هناك دعوة مباشرة من إسرائيل للفلسطينيين للانضمام إلي مفاوضات رباعية للوصول إلي حل.. وهو يحدث لأول مرة منذ عام .1948
الأهمية الثانية الكبري لهذا التصريح أنه جاء بعد جولة نتنياهو في أفريقيا التي وصلت إلي منابع النيل!! مروراً بسد النهضة!!
***
وأعتقد ـ وهذا اعتقاد شخصي مني ـ أن إسرائيل وهي جزء من العالم الذي يعاني منذ مدة من الحالة الاقتصادية السيئة التي يعاني منها كل دول العالم.. لذا إسرائيل بالذات لا تريد أن تستمر "تضع يدها علي الزناد" متوقعة حرباً أو هجوماً أو اعتداء.. وليعيش الجميع في سلام.. وإذا كانت قد حلمت يوماً بالتوسع خلال "الربيع العربي" وتفتيت دولها.. فقد بدأ الحلم يخبو بعد كل هذه السنوات.. هذا مجرد اعتقاد شخصي.
***
قد يظن البعض أن مصر هي وحدها المستفيدة من هذا الصلح.. أبداً.. العالم كله مستفيد من نشر ربوع السلام في كل أنحاء العالم.. لم يعد العالم يتحمل حرباً ولا حتي الإرهاب الساري هذه الأيام.. العالم كله.. الدول الغنية والدول الفقيرة تعاني من الإرهاب..
ثم "تكنولوجيا الشر" تطورت.. ثم اختراع صواريخ نووية يدوية.. بعد زجاجات المولوتوف بتاعت زمان!!! ولا حتي المدافع سريعة الطلقات والديناميت.. الدنيا تتطور ويقال إن صاروخاً تحت الذراع ممكن إطلاقه في مبني فلن يبقي علي شيء.. المبني وكل من فيه!!!
العالم في أشد الحاجة للسلام الآن أكثر من أي وقت مضي.. وربنا يسلم..
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف