عصام العبيدى
الإسكندرية.. وما الدنيا إلا مقلب زبالة كبير!
رحم الله يوسف بك وهبى.. صاحب المقولات الخالدة.. فى دنيا الفن.. والتى من أشهرها عبارته.. وما الدنيا الا مسرح كبير!
تذكرت يوسف بك.. عندما زرت الإسكندرية مؤخرا.. ووجدتنى أنظر ببصرى فى كل مكان.. فلا تقع عيناى إلا على أكوام القمامة.. فى الشوارع العمومية والجانبية.. وحتى الحوارى!
وهنا وجدت نفسى.. وقد تلبستنى روح يوسف بك.. وأصرخ: وما الدنيا فى الإسكندرية.. إلا مقلب زبالة كبير!
لا تحدثنى عن أى إنجاز قدمه المحافظ محمد عبدالظاهر..أو من سبقوه طالما بقيت مشاهد أكوام الزبالة...هى التى تتصدر المشهد!
وأرجوك لا تقل لى إن سلوكيات الناس..هى وحدها السبب فى هذه الظاهرة..لأنك ترى فى الشوارع العمومية.. صناديق القمامة.. وقد غرقت فى جبال القمامة.. بعد أن امتلأت عن آخرها.. وفاضت بـ «خيراتها» على الشوارع والميادين!
وهذا يعنى أكثر من مؤشر.. إما أن هذه الصناديق غير كافية.. لتلبية حاجة المواطنين، أو أن أجهزة النظافة بالمحافظة تتقاعس عن أداء مهام عملها.. فلا تجمع القمامة أولًا بأول وبشكل دورى..وهذا ما تسبب فى امتلائها وتراكم القمامة حولها.. وهو المنظر الذى بات يؤذى العين. .ويهدد قاطنى المحافظة وزوارها بالعديد من الأمراض الفتاكة.. خاصة أنك لا ترى أمامك وإلى جوارك..أينما سرت إلا أكوام الزبالة..وﻻ يشم أنفك إلا رائحتها النفاذة!، لقد أصبح حال عروس البحر الأبيض المتوسط.. لا يسر عدوًا ولا حبيبًا.
وبما أن الإسكندرية ظلت سنوات وسنوات.. مصيفًا للأثرياء والغلابة على حد سواء.. بل إن الحكومة- بكامل هيئتها- قبل ثورة يوليو 1952 كانت تنتقل فى شهور الصيف الحارة.. إلى محافظة الإسكندرية.. لتدير أمور البلاد والعباد منها.. بل كان هناك مقر للحكومة واجتماعاتها بالإسكندرية.. فماذا حدث لعروس البحر الأبيض المتوسط.. حتى تحولت إلى هذه الصورة القميئة.. والتى جعلت الأثرياء يهربون منها.. ولم يتبق لها إلا الغلابة.. مصيفو اليوم الواحد.. وهؤلاء فى سبيل الاستمتاع ببحرها الأخاذ.. مجبرين على تحمل منظرها البشع المنفر!
والبعض فى ديوان المحافظة.. يلقى بالمسئولية على هؤلاء الغلابة- مصيفى اليوم الواحد- فى تراكم أكوام القمامة.. وهذا قول مردود عليه.. بأن هؤلاء لو وجدوا صناديق زبالة متوفرة.. فلن يلقوا بها فى عرض الشارع !!
لقد تحولت الإسكندرية إلى جحيم لا يطاق لأهلها وزوارها.. حتى أصبح أهل المدينة يكرهون الصيف.. وما سيحمله لهم من مناظر.. تؤذى العين.. وتسد النفس!
طبعاً. .طبعاً الرئيس السيسى. .لم ير الإسكندرية «الحقيقية» الغارقة فى الزبالة.. أثناء جولته بالدراجة فى حى المعمورة.. لأن أجهزة المحافظة جيشت الجيوش.. لتنظيف المناطق التى تضمنتها جولة السيد الرئيس.. فرأى سيادته الإسكندرية..بعد أن لطخت مساحيق التجميل سحنتها.. وغيرت شكلها.. لكن تبقى العروس بوشها العكر.. تؤذى أهلها وزائريها.. فى انتظار القرار الحاسم من القيادة السياسية!
تعالَ يا سيدى الرئيس فجأة.. وسر على قدميك.. فى شوارع الإسكندرية.. وكلى ثقة بأنك ستتخذ قراراً فوريًا بإقالة المسئول عن نظافتها.. قبل أن تكمل جولتك!
طوال عمرى.. وأنا أحلم بامتلاك شقة فى الإسكتدرية.. ولما تحقق حلمى- بعد أن تجاوزت الخمسين- ها هو الحلم يتبدد على يد مسئوليها.. لأدرك أن عروس البحر.. التى طالما حلمت بجمالها.. ما هى إلا عجوز شمطاء بارت وعنست.. بعد أن هرب منها كل العرسان والعشاق.. منكم لله يا بعدا.. ضيعتم أحلامنا!