من القوانين الرادعة في الدول التي تحترم مواطنيها.. قانون "سلامة الغذاء" والذي ينص علي سلامة الأغذية بكافة أنواعها وكيفية حفظها وتقديمها جيدة للمواطنين.. مع النص علي عقوبات رادعة لكل من تسول له نفسه ايذاء الناس ببيع غذاء غير صحي وفاسد لهم.
هذا في الدول التي تحترم ابناءها.. أما في الدول التي لا تهتم بذلك - وللأسف نحن منهم - فإن الفوضي هي العنوان الرئيسي لسوق الغذاء.. ومن منا ينسي صفقات اللحوم والدواجن والجبن المستوردة الفاسدة والتي يتم ضخها في الأسواق بعد تغيير مدة الصلاحية.. وكذلك شحنات القمح المليئة بالبكتيريا.. وغيرها من الأغذية المهمة لأبناء هذا الشعب.
وتأتي المطاعم الكبري الخاصة باللحوم والأسماك.. والتي قد خرجت عن الخط السليم وتقدم لروادها بعض الأكلات غير المرغوب فيها.. مثل تقديم لحوم الحمير علي أنها لحوم بلدي وأسماك فاسدة علي أنها طازجة.. وقد تم ضبط أكثر من قضية بهذا الشأن.. لكن العجيب أن هذه المطاعم وتلك المحلات لم يمسها عقاب وكأن شيئا لم يكن!!
الأخطر في محلات الكشري.. والتي يتبقي لديها كميات كبيرة من الأرز والمكرونة المطهية.. وتقوم بخلطها مع الكميات الطازجة في اليوم التالي وتقديمها للزبائن برائحة الصلصة والثوم والخلطة الجهنمية التي تغطي علي كل شيء سواء كان فاسدا أو غير فاسد!
أما الخطورة الأكبر فهي في طبق الفول.. والذي تم ضبط البعض بطهيه بمواد كيميائية والتي تؤدي إلي طهي "القدرة" في ساعتين فقط.. وللتحايل علي ذلك تقوم المحلات أو بائعو الفول بفرمه في الخلاط حتي لا يظهر أي شيء..
والسؤال: كيف يمكن مواجهة هذه الفوضي؟
الإجابة تتلخص في بعض النقاط الأساسية منها: أولا: إنشاء كيان قومي للإشراف علي هذه القضية الهامة.. بدلا من الهيئة الموجودة حاليا وليس لها أي دور.
ثانيا: توفير أغذية سليمة وصالحة للاستهلاك مع ضمان بأن الأغذية صالحة للاستهلاك الآدمي.. وأيضا توفير الحماية الكافية للمستهلك من الأمراض والأضرار الناتجة عن الأغذية. ووضع السياسات اللازمة لتلافي تعرض السكان جميعهم أو فئات مختلفة منهم لمخاطر تلوث الأغنية.
ثالثا: ضمان أن تتوافر للمستهلك معلومات واضحة عن طريق وضع بطاقات البيانات التوضيحية علي العبوات الغذائية وغير ذلك من الطرق الملائمة. لتمكين المستهلك من حماية غذائه من التلوث. ومن نمو أو بقاء الكائنات الممرضة. عن طريق التخزين والتداول والتحضير السليم للأغذية.
كلمة هامة:
إن سلامة الغذاء.. تعني سلامة صحة الشعب.. وتعني أيضا التقدم والازدهار.