المساء
فتحى حبيب
اللهم بلغت .. عكاشة.. وبكار!!
كل عام وأنتم بخير.. أعود إليكم القراء الأعزاء من خلال هذه الزاوية بعد صيام عن الكتابة علي مدار شهر رمضان المبارك ــ أعاده الله علينا جميعاً بالخير واليمن والبركات ـ لظروف التبويب والأبواب الرمضانية.
هناك قضايا إقليمية ودولية ومحلية عديدة شغلت الرأي العام.. بين الصمت المريب لمنظمات دعاة حقوق الإنسان عن العنصرية ضد السود في أمريكا وغض البصر عما يجري هناك.. ولو حدث جزء يسير منه في مصر لأقاموا الدنيا وأقعدوها.. وبين زيارة نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل لأفريقيا ولقائه قادة 7 دول وما أثارتها الزيارة من مخاوف مصرية مشروعة.. تفجرت واقعة اجتماع نادر بكار مساعد رئيس حزب النور لشئون الإعلام مع تسيبي ليفني وزير خارجية إسرائيل السابقة التي أثارت جدلاً واسعاً في الأوساط السياسية والشعبية أيضاً لأن أحد طرفيها نادر بكار كثيراً ما هاجم هو وقادة الدعوة السلفية. إسرائيل ولعبوا علي هذا الوتر لكسب ود الشارع المصري بل والعربي والإسلامي وتسابقوا مع جماعة "الإخوان" الإرهابية في إظهار العداوة للعدو الصهيوني والدعاء عليه في صلواتهم وكل ذلك بدعوي نصرة الدين ورفع راية الإسلام ولكنها لعبة المصالح القذرة والمتاجرة بدين الله واستغلاله في الوصول لأهداف سياسية ومكاسب دنيوية رخيصة.
الحقيقة الواضحة أن نهج "الإخوان" و"السلفيين" واحد وإن اختلفت أساليبهم في المتاجرة بالدين واللعب باسمه علي أوتار قلوب الجماهير المصرية المتدينة بطبيعتها.. كلاهما يهرول إلي أمريكا والغرب.. ويعقد قادتهما لقاءات سرية في الغرف المغلقة ويطرحون أنفسهم كبديل آمن للسلطة ويؤكدون إيمانهم بالديمقراطية وحرية الاديان وامام قواعدهم وانصارهم الخطاب مختلف تماماً.. يصبون اللعنات علي أمريكا والغرب وإسرائيل ويبكون أمام الميكروفونات والشاشات.
وللأسف. المنخدعون فيهم كثيرون والمغيبون يبصمون علي ما يقولون ولا يحللون أو حتي يعتملوا عقولهم ولو قليلاً.. أصابتهم كلمات وشعارات الخداع والإفك في مقتل.
وسواء اجتمع "بكار" مع ليفني ــ وهو المؤكد ــ حيث لم ينف وهو المعروف عنه سرعة الرد ولباقة الحديث.. ولم تنف ايضاً الدعوة السلفية أو حزب النور اللقاء.. فالمثير هو شماتة "الإخوان" في "السلفيين" ووصفهم بالخيانة وانهم يسيرون علي أشلاء ودماء الفلسطينيين والعرب والمسلمين.. والحقيقة أن الإخوان والسلفيين وجهان لعملة واحدة.. التجارة بالدين عندهم شطارة.. فهل يدرك أنصارهم واتباعهم مدي ضلالهم فيعودون ويستغفرون ربهم ويكون الرسول قدوتهم وليس سيد قطب أو حسن البنا أو برهامي؟! إن هجوم الفصيلين علي الآخر بأقبح الألفاظ كفيل بكشفهم وبراءة العقلاء منهم.. فهل يعقلون ويعودون إلي الله وسنة رسوله أم في ضلالهم يسيرون؟!
يبقي أن نادر بكار لا يختلف عن توفيق عكاشة التي قامت الدنيا وهاجت عليه بعد لقائه السفير الإسرائيلي وما واكب ذلك من طرد مجلس النواب له.. تشابه الموقفان.. فهل نجد من يحاسب "بكار" السلفي مثلما تمت محاسبة "عكاشة" الليبرالي؟! أشك.. فقادة حزب النور والدعوة السلفية جاهزون بفتاوي جواز اجتماع "بكار وليفني" ولك الله يا مصر.. وللإسلام رجاله الشرفاء المخلصون.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف