جمال عبد الناصر
الحشد الإرهابي والحقد الإيراني
تفاقمت الأحداث في العراق، مهازل تحدث على مسمع ومرأى من العالم، وأمام أعين المنظمات الحقوقية التي تنفخ في أحداث وتضخمها وتتجاهل أحداثًا أخرى، وكأن مَنْ يُقتلون كل يوم في العراق ليسوا بشرًا!!
ما حدث في شارل إبيدو بفرنسا أخذ حجمًا كبيرًا، أما ما يجري في العراق وسوريا فلا أحد يتحدث عنه إلا القليلون، سياسة الكيل بمكيالين لن تصنع غير الإرهاب، ولن تجرَّ على العالم كله إلا الخراب والدمار، فها هي ميليشات الحشد الشعبي في العراق تقتل وتذبح من المسلمين السنة كل يوم المئات ولا أحد يتكلم، بل ولا أحد يجرم الحشد المجرم الذي يفتك بهؤلاء العرب السنة، فقد تقدمت القوى السياسية السنية في العراق بطلب رسمي إلى بعثة الأمم المتحدة، لتوفير الحماية الدولية للطائفة السنية في ديالي، وهددت برفع دعاوى قانونية ضد المسؤولين والمنظمات، والميليشيات التي ارتكبت الانتهاكات الطائفية.
وكل هذا يحدث ولم نسمع مَنْ يجرم هذا الحشد المخرب الذي تم تشكيله بإيعاز من المراجع الفارسية إن شئنا الدقة، فالصراع الدائر يلبس لباس التشيع إلا أنه تخطى فكرة التشيع بكثير وراح يبتعث مجد أجداده من عُبّاد النار الفرس ويدوس على أجساد العرب بتواطؤ من القوى العالمية العظمى التي تميل أصلا إلى التدين الإيراني باعتباره مفعمًا بالدجل والخرافات والاعتقاد في أشياء شبيهة بالأساطير اليونانية قديمًا، ولا علاقة لها من قريب أو بعيد بصحيح الإسلام، فما هي إلا مماحكات للهيمنة على مقدَّرات الشعوب العربية المسلمة.
فجرائم الميليشيات، وبالأخص سلسلة التفجيرات وعمليات التصفية الجسدية في قضاء المقدادية شرق بغداد، وأحداث الكرادة وغيرها الكثير، الهدف منها إحداث تغيير ديموغرافي في تلك المنطقة، التي لا تبعد سوى عشرات الكيلومترات عن إيران، بحسب وصف العديد من الشخصيات السياسية العراقية والعربية، حيث وصف النائب حيدر الملا أحداث المقدادية بأنها استجابة لأجندة إيرانية في العراق.
وهكذا انكشف الوجه الحقيقي ﻹيران، وبانت مطامعها في استعمار بلداننا العربية بوضوح، وبعد أن انكشف الغطاء عن المنظمات اﻹرهابية من الحوثي إلى حزب اللات اللبناني إلى داعش إلى تنظيمات سوريا اﻹرهابية إلى مليشيات الحشد الشعبي الشيعية والتي تقوم بعملية تطهير عرقي في العراق، إضافة إلى التقارير التي أثبتت أن الحرس الثوري اﻹيراني مسؤول مسؤولية مباشرة عن عمليات نشر الفوضى وتهريب المخدرات، إضافة إلى شبكات الدعارة التي يديرها الحرس الثوري اﻹيراني والتي تهدف إلى زعزعة أمن واستقرار البلدان العربية وصرف شبابنا عن قضايا أمتهم المصيرية، لقد بات من الضروري أن تتحرك الدول العربية على وجه السرعة من أجل إيجاد كيان سني جامع يهدف إلى التصدي لمحاولات إيران ﻹبادة العنصر العربي السني في سوريا والعراق واليمن، وربما ستنتقل إلى باقي الدول العربية لو تم السكوت عن أفعال إيران في هذه المرحلة، فإيران لديها مشروع وهي ماضية في تنفيذه شاء من شاء وأبى من أبى؛ ﻷنها كنظام بني على هذا اﻷساس وهي تقوم ببث أفكارها وتصديرها هنا وهناك مهما كلف اﻷمر وبأي وسيلة كانت، وتعمل على السيطرة على الدول العربية وقلب أنظمة الحكم فيها وزعزعة مناه واستقرارها بتواطؤ مع القوى العظمى، وليس ببعيد منا ما حدث في أفغانستان؛ إذ كانت الطائرات الأمريكية تمون من داخل إيران لقتل وضرب المسلمين في أفغانستان، وكذلك في العراق فكم قُتل وذبح من أناس بأيدٍ إيرانية تحت غطاء أمريكي.