الجمهورية
اكرام منصور
متي سيتم محاكمة المجرمين ..؟!!
واليوم وبعد مرور ثلاثة عشر عاماً علي غزو العراق والدمار الذي حل بجميع أركانها ومؤسساتها وتشريد أبنائها يظهر تحقيق جون تشيلكوت الذي طال انتظاره بشأن التدخل العسكري البريطاني في العراق يؤكد تزييف بريطانيا للحجج وأنها استندت لمعلومات مغلوطة من أجهزتها الاستخباراتية وبدون التحقق من مدي صحتها بشكل كافي قررت المشاركة في غزو العراق عام 2003 والوقوف بجانب الرئيس الامريكي أنذاك جورج بوش الابن مهما كلفها الأمر.. واثبتت التحقيقات أن رئيس الوزراء البريطاني توني بلير بالغ في الحجج التي ساقها للتحرك العسكري فالتصريحات التي قالها أمام البرلمان البريطاني في 2002 بشأن الخطر الذي تمثله أسلحة الدمار الشامل العراقية المزعومة وملف المعلومات الذي طرح علي الرأي العام غير مبرر.. كما غير بلير حجته لغزو العراق من التركيز علي مخزونات العراق الهائلة من الأسلحة غير المشروعة إلي نية الرئيس صدام حسين للحصول علي هذه الأسلحة وانتهاكه لقرارات الأمم المتحددة.. ولايزال جورج بوش الأبن مقتنعا بأن العالم أفضل حالأ بدون صدام حسين علي الرغم من الاخفاقات الأستخباراتية والأخطاء التي اعترف بها بوش الا أنه ممتن للغاية لعمل القوات الأمريكية والتحالف وتضحياتهم خلال حربهم علي الإرهاب وبعد البحث المكثف في العراق شارك فيه أكثر من 1200 خبير وتكلفت مهمتهم 300 مليون دولار لم يعثر المفتشون علي أي من تلك الأسلحة التي اتخذها الرئيس بوش ذريعة لشن الحرب لغزو العراق وتدميرها هذه هي ازدواجية المعايير الأمريكية والخديعة الكبري التي تجعلنا نعيش فيها لتحقيق حلم السيطرة العالمية دون النظر لحق الشعوب في تقرير مصيرهم ..كما أعترف المواطن العراقي الشيعي كاظم الجبوري بندمة لقيامة بتحطيم تمثال الرئيس صدام حسين بمطرقة بعد غزو بغداد وقال أن العراق كان أفضل حالا تحت حكمه ..كما أعترف توني بلير بأخطائه ومسؤليته كاملة بغزو العراق وماذا بعد أعترافهم بالجرائم .. لقد تم تدمير العراق دولة وشعبا ومزقت المنطقة العربية بالحروب والنزاعات ومؤخرا بثورات الربيع العربي استكمالا لمخططاتهم واغتالت الشرعية الدولية وألحقتها بمنظومة الحرب العالمية علي الإرهاب ذات الطابع الديني المتشدد ضد الإسلام والتي خلفت جرائم حرب كبري وجرائم الإبادة الجماعية للجنس البشري في العراق ولا تزال تلك الحروب مستمرة بكافة صفحاتها السياسية والعسكرية والمخابراتية والفكرية والإعلامية وقد أشاعت الفوضي وعززت مناخ الإرهاب في بيئة الظلم الدولي وأصبح العالم رهينة لتجار الموت والقتل الذين باتوا يصنعون الإرهاب ويصدرونه ألينا وفقا لفلسفة الخوف والتهديد والترويج لصناعة الأمن ومكافحة الإرهاب ذات العوائد المالية الضخمة والتي تفوق عائدات الطاقة والذهب وبالتأكيد نعيش اليوم في عالم فوضوي في ظل غياب المجتمع الدولي والمؤسسات الأخري مما أشاع انفراد عناصر النفوذ الأمريكية والصهيونية بالعالم وجره إلي كوارث إنسانية وقد تنامت وبشكل مضطرد أعداد اللاجئين بالعالم من جراء الحروب والنزاعات وكذلك الجوع والبطالة وفقدان الأمن والحرية الشخصية ووأصبحت دوائر المخابرات الأمريكية والشركات الأمنية المتسقة بها تقتحم خصوصية الإنسان وتحوله إلي سلعة لصناعة الإرهاب والأبادة الجماعية للانسانية التي ارتكبها الجيش الأمريكي والجيوش المتحالفة معه والمليشيات الطائفية والعرقية المرتبطة بمشروعهم.. وماذا بعد أعترافهم بالجرائم ..متي سيتم محاكماتهم علي مافعلوا ؟!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف