المساء
محمد فؤاد
الاقتصاد.. بين الثروة والفقر!!
فيما اعلنت مجلة "فوربس". عن قائمة اثرياء العالم في عام 2016. وتضمنت 6 شخصيات مصرية بثروة قدرها 13.2 مليار دولار. وجاء علي رأسها. الأخوان ناصف ونجيب ساويرس والاخوة محمد منصور. ويوسف منصور وثالثهم ياسين.. ثم اخيراً "محمد الفايد" الذي يقيم في لندن!!
كانت الحكومة تئن تحت وطأة عجز الميزانية. وتعلن من آن لآخر انها بصدد اتخاذ قرارات مؤلمة لإنقاذ الاقتصاد الذي يتهاوي. والذي يدفع فاتورته الفقير الذي يزداد فقره!!
لقد اعلن الجهاز المركزي للتعبئة والاحصاء. عن استمرار ارتفاع معدلات الفقر والبطالة. فقال إن نسبة الفقر العامة في مصر تقدر 26.3% كما أن معدل البطالة فيها. بلغ نحو 26.6% من اجمالي قوة العمل البالغ تعدادها 26 مليون نسمة.
نحن إذا امام موقفين يناقض بعضهما البعض. هما الثروة والفقر وبينهما يقف اقتصاد يعاني قلة الموارد ويواجه ارتفاع سعر صرف الدولار في وجه الجنيه. وفي وقت ازدادت فيه نسبة الفقر وارتفعت فيه ثروات الاغنياء من 22.3 مليار دولار في العام 2014 إلي 32.1 مليار دولار في العام 2015.
والزيادة الملحوظة في تلك الثروات. رصدها تقرير بنك الائتمان والاستثمار السويسري. الذي اعلن عن زيادة نصيب الـ 10% الأغني في مصر من اجمالي الثروة. فبعد أن كانوا يملكون 61% عام 2000 ارتفع ذلك الاجمالي لنسبة 65.3% عام 2007. ثم بلغ فيما نسبته 73.3% عام 2014!!
إذا كان الفقر وصل إلي تلك النسبة المخيفة. وإذا كان الاقتصاد قد انهار إلي الحد الذي اصبح معه لا يستطيع أن يفي باحتياجات الدولة. وإذا كانت ثروة الاغنياء بلغت هذا الحجم. فهل يتقدمون لإنقاذ مصر. اقتصادها وفقرائها؟!
من المتعارف عليه أن رأس المال جبان بطبعه. ولكن أن يكون بخيلاً وانانياً فهذا هو الجديد. وأثرياء مصر غالبيتهم العظمي من طبقة رجال الاعمال الذين توفر لهم الدولة الارض والخامات والطاقة باسعار بخسة. وتمنحهم الميزات الضريبية والتأمينية والجمركية ثم يبيعون سلعهم للمواطن باسعار مضاعفة ويثرون علي حسابه وحساب الوطن!!
وبرغم ملياراتهم "المتلتلة" فانهم يلجأون إلي الدولة وبنوكها لتمويل مشروعاتهم. غير انهم يخذلون الدولة دائما عند حاجاتها اليهم. فلا تجد منهم سوي الاتهام بالجمود وعدم التطور. وعدم التخطيط السليم كما انهم يتهمونها بالتفكير الضحل. وعدم استغلال الامكانات المتاحة. بحيث تبقي ايديهم خارج جيوبهم دائماً!!
كذلك فانهم لا يهتمون بالبيانات التي تصدر من الدولة من وقت لآخر. عن الفقر والبطالة والاقتصاد المنهار. يقرأونها وهم يهزون اكتافهم. ولا يتحركون لإنقاذها. وكأنها تخص بلدا غير بلدهم. وشعباً غير شعبهم لانهم يهتمون بأموالهم فقط. كم كانت.. وكم ستصبح!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف