في مجتمعنا العربية تعامل وزارة الثقافة معاملة الزائدة الدودية في الجسد.. ورغم أن استئصال الزائدة الدودية أو اللوز.. لا يضر الجسد إلا أن وجودها هام.. فكلاهما اللوز والزائدة الدودية يعدان جزءا من الجهاز المناعي الذي ترتكز فيه الخلايا الليمفاوية التي تصنع الأجسام المضادة للميكروبات.. والثقافة التي تتعامل معها الدولة بلا خطة وعشوائية هي التي تصنع الخلايا المضادة للميكروبات والآفات الإرهابية والتخلف الثقافي أضر علي المجتمعات من السلاح.. وضياع القيم وإنهيار الثوابت يبدأ من ثقافة الشعب وتعلو بزيادة وعيه.. ولذا وجب الارتقاء بتلك الوزارة واعتبارها بمثابة المخ في الجسد أو بأهمية القلب وأفضل القلب فالجسد قد تموت كل خلاياه ويظل القلب نابضا لعدة ساعات.
ومن هنا يجب أن نشير للنقاط المضيئة لعلها تجتذب نقاطا أخري وتتحول النقطة لشمس تشرق وتسطع لتنير حولها وتتطهر كل قروح مجتمعنا.
ومن تلك النقاط المضيئة ما يحدث الأن من تولي بعض المثقفين أصحاب الرؤي الشابة الواعية لمناصب تحقق من خلالها بعض الوعي الذي نسعي إليه وهنا وجب أن نشير للفكرة التي تقدم بها الأديب أشرف أبو جليل مدير عام الإدارة العامة للثقافة العامة وهي الاحتفاء بصدور عدد مائة واربعة كتاب للمبدعين في محال إقامتهم بين ذويهم وأهلهم.. وذلك من خلال ثلاثين ندوة نقدية وحفلات توقيع لتلك الاصدارات لعام 2016.. الفكرة التي تنشر الابداع وتعرف الجمهور بالمبدعين وتمثل الاحتفاء والتكريم للمبدع.. خطوة نحو التقدير وتغير نظرة المجتمع عن المبدع الذي شوهته الدراما بالسخرية من المثقف.. ضمن منظومة هدم المجتمع التي بدأت منذ عقود.. أيضا للتجربة جانب يجب أن يحتفي به وهو أن تلك الندوات ستقام في المدارس والجمعيات ومراكز الشباب مما يتيح أكبر قدر من الجمهور للتواصل مع المبدع ومناقشته والتداخل مع النقاد الثلاثة الذين يقدمون للعمل.. التجربة التي تقدم في اليوم الواحد كتابين علي مدار شهرين.. تعتبر وجبة ثقافية دسمة في فصل الصيف.. وهذا الأمر إنما يدفعنا للتفاؤل بأن هناك أفكارا لتكريم القارئ والمبدع وبداية سوية علي نهج الثقافة المجتمعية.
نقاط مضيئة نحترمها ونشكر د. سيد خطاب لدعمها.. وتحية للمبدع أشرف أبو جليل الذي فكر قبل ذلك في تكريم المبدعين في محال إقامتهم.. وهذا التكريم رغم رمزيته إلا أنه له الأثر العميق الذي تهفو إليه نفس المبدع وتدفعه للأمل بأن هناك من يقدر فكره.. فتحية لكل النقاط المضيئة التي ربما.. ربما كونت شمسا جديدة للثقافة المصرية العربية.