المساء
ابراهيم كمال
عندما صفق الفرنسيون لرونالدو البرتغاليين
صفق الفرنسيون 4 مرات في نهائي يورو 2016.. الأولي عندما بكي رونالدو من الألم بعد الاصابة فقدموا له التحية بتصفيق كبير.. والثانية عند خروجه متأثراً بتلك الاصابة باكياً.. والثالثة لتهنئة البرتغال بفوزها وتتويجها للمرة الأولي في تاريخا باللقب.. ثم كانت التحية والتقدير لفريقها الذي لم يقصر في أدائه طوال المباراة.
لقطة عبرت عن الرقي والأخلاق الرياضية والحضارية لشعب جميل يعرف معني كلمة رياضة وانها وجهان لعملة الفوز والخسارة وعلينا ان نرضي بأي منهما مادمنا لم نقصر.
وبعيداً عما قدمه الجمهور الفرنسي.. نجد ان المنتخب البرتغالي واعتلي عرش أوروبا لأول مرة في تاريخه.. علي الأرضي الفرنسية وهو لم يفعلها وسط جمهور وعلي أراضيه عام 2004 عندما خسر النهائي أمام اليونان.
فعلها البرتغاليون.. في مفاجأة مدوية وخطفوا اللقب من بين أنياب الديوك أقوي المرشحين الذين استضافوا البطولة.. فعلها رفاق رونالدو رغم انهم تأهلوا كأحسن ثالث في مجموعتهم التي ضمت المجر وايسلندا.. وباتوا خارج كل التوقعات بنجمهم رونالدو.
فعلها أيضاً قبلهم نادي ليستر سيتي وفاز بالدوري الانجليزي لأول مرة في تاريخه أيضاً الذي تأهل اليه قبل عامين من تتويجه بل وكان يصارع من أجل البقاء في الموسم الذي سبق تتويجه.
وسبق ان فعلها منتخب إيطاليا في كأس العالم 82 وهو الذي تأهل بفارق هدف عن الكاميرون في مجموعته التي ضمت بولندا التي تصدرت بـ4 نقاط ثم ايطاليا والكاميرون بـ3 وأخيرا بيرو بنقطتين وراح الطليان الي منصة التتويج بقوة بعدما اطاحوا كل منافسيهم ومنهم البرازيل ذلك المنتخب المخيف في هذا الوقت الذي ضم فطاحل اللعبة علي رأسهم ايدر وجونيور وسقراط وزيكو وفالكاو وسيرجينهو وغيرهم الذين قدموا أروع كرة قدم في العالم لكنهم خرجوا لاعتمادهم علي الكرة الهجومية أكثر واغفالهم الدفاع.
كذلك فعلتها الدانمارك أيضاً التي حلت بديلة ليوغسلافيا في يورو 92 بدون أي استعدادا فني أو بدني أو نفسي لها لكنها شاركت "كمالة عدد".
وكرة القدم مليئة بالمفاجآت فوز البرتغال واحدة منها ولن تكون الأخيرة.. البرتغال فازت باللقب ونجمها الكبير لم يكن في الملعب أمام فرنسا لاصابته وخروجه بعد 25 دقيقة فقط ووقتها بدأ الفرنسيون اكثر تفاؤلا من ان اللقب لن يخرج من أيدهم لكن البرتغاليين أكدوا ان كلهم "رونالدو" وخروجه كان عاملاً تحفيزياً بلا أي احباط.
عندما تبتسم الكرة ويلعب الحظ دوره مع أي فريق فلا تنفع ترشيحات أو توقعات وتكهنات خارج الملعب ولا نجوم ولا حسابات علي الورق.. ومن هنا تأتي حلاوتها واثارتها.. ولكن.. هل ستكون بطولة اليورو هذه بداية جديدة للبرتغاليين "برازيل أوروبا" لنراهم علي منصة التتويج أيضاً في كأس العالم 2018 بروسيا.
من قبلها فعلها الفرنسيون ففازوا بكأس العالم 98 ومن بعده يورو 2000 وأيضاً كأس العالم للقارات ثم كأس العالم للناشئين "تحت 17 سنة" 2001 ليفرضوا أنفسهم أبطالاً للكرة في كل المراحل علي كل لون.
وفعلها الاسبان بفوزهم بكأس العالم 2010 ثم بـ"يورو 2012" لكن الخط البياني تراجع ليخرجوا في هذه البطولة علي يد الطليان.
لو استمر الحظ ملازماً لرونالدو ورفاقه فيما هو قادم سنراهم أبطالاً للعالم فكثير من الحظ بجانب "شوية شطارة" أو كما يقولون "قيراط حظ ولا فدان شطارة" مع استثمار الحافز والدافع المعنوي تكون الانطلاقة.. فهذه هي كرة القدم في النهاية.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف