الجمهورية
عبد الرحمن فهمى
حسام حسن.. وسجن الذكريات
حكاية حسام حسن ذكرتني بأكثر من موضوع..
في بداية ثورة يوليو ..1952 والشعور الوطني ضد المحتل يتأجج والدم حامي وثائر.. قرار سريع من أول قرارات الثورة بل لعله أول قرار.. تقرر هدم "سجن الأجانب" في محطة مصر عند بداية أو نهاية شارع رمسيس مكان محطة البنزين الآن.. بني هذا السجن القيادة الإنجليزية حتي لا يتم سجن أي إنجليزي ــ رجل أو امرأة ــ في سجون مصر العادية ثم أصبح مفتوحاً أيضا للأجانب في ظل الامتيازات الأجنبية.. ولما تم جلاء الجيش الإنجليزي عن القاهرة والإسكندرية وتم بناء معسكرات لهم علي ضفاف قناة السويس بالقرب من الإسماعيلية والسويس تقرر الإبقاء علي سجن الأجانب لرجال مصر الكبار من مثقفين وأدباء والمشهورين وصحفيين وذوي مناصب رفيعة.. فمن غير المعقول يتم حبس عباس محمود العقاد مثلاً مع اللصوص والقتلة.. مفكر كبير مثل فتحي الرملي صاحب الرقم القياسي في هذا السجن حتي أنه تزوج فيه!!!!!
ندم متهمو مراكز القوي في بداية حكم السادات علي هدم سجن الأجانب.. تذكرت هذا عندما احتارت مصلحة السجون في اختيار السجن الذي سيودع فيه حسام حسن.. متهم في شهرة وحجم وعميد هدافي العالم أين يتم إيداعه.. استبعدوا في البداية قسم شرطة الإسماعيلية خوفاً من المظاهرات البورسعيدية فتم نقله إلي معسكر قوات الأمن بالإسماعيلية وتم أيضا استبعاد سجن "المستقبل" لوجود فيه المتهمين في أحداث سجن بورسعيد.. ورغم المعاملة الطيبة جداً من قوات أمن الإسماعيلية إلا أنه لسبب أو لآخر تقرر نقله إلي سجن طرة في مكان منعزل خاصة بعد أن تقرر عقد جلسة عاجلة خلال يومين.
ماذا لو لم يتم هدم سجن الأجانب الذي من الصعب الآن إعادة بناء سجن مثله لمثل هذه الحالات.
****
هناك حادثة أخري قديمة جداً ولكنها مماثلة تماماً.. وإن كنت قد كتبتها من قبل.
في مباراة للنادي الإسماعيلي حيث كان الفريق يضم عتاولة كرة القدم.. خسر الفريق الذي لم يقدم العرض المطلوب والمباراة كانت هامة.. لذا هاجم جمهور الإسماعيلية الفريق حتي بعد نهاية المباراة.. لاعب اسمه "هندي" فقد أعصابه فقفز فوق المدرج وبكرسي أخذ يضرب الجمهور وقيل إنه أحدث أكثر من عاهة مستديمة لبعض المتفرجين.. وقرر وكيل النيابة القبض علي هندي بعد أن أخذ أقوال المصابين.
وبالفعل.. رغم قرار "ضبط واحضار" الشرطة لم تنفذ القرار!!!!
جاء وكيل النيابة إلي القاهرة وعرض الأمر علي النائب العام دون جدوي!!!! لف وكيل النيابة علي الصحف اليومية الكبري ــ ولم يكن هناك غيرها ــ ابتدأ بالأهرام ثم الأخبار.. ثم فوجئت به أمام مكتبي يروي حكايته ومعه صورة من المحضر المبدئي وأمر الضبط والاحضار.. بسرعة ثم عمل "زنكوغراف" بتاع زمان للأوراق التي معه.. ليون نصيف مصور "الجمهورية".. كذا صورة وصفحة كاملة في "الجمهورية".. قامت الدنيا ولم تقعد!!! وتم القبض علي "هندي" في نفس اليوم!!!!
اتصل بي سمير صبري وكان صاحب أشهر برنامج تليفزيوني ينتظره كل الناس وهو "البرنامج الدولي" وطلب مني أن أصطحب وكيل النيابة ونذهب إلي استديو 6 للظهور علي الهواء!!!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف